قُتل ما لا يقل عن 89 شخصًا في محافظة السويداء جنوب سوريا، وسط قتال طائفي عنيف بين قبائل بدوية سنية ومقاتلين دروز. وقد أثار هذا العنف، الذي دخل يومه الثاني، مخاوف بشأن استقرار التوازن الهش في المنطقة بعد الحرب.
ما الذي أشعل فتيل الاشتباكات؟
اندلع القتال يوم الأحد بعد أن اختطف مسلحون بدو بائع خضار درزي على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق. وردًا على ذلك، احتجز مقاتلون دروز رهائن من البدو، مما أدى إلى مزيد من التصعيد. ورغم إطلاق سراح الرهائن لاحقًا، استمر الصراع، حيث سقطت قذائف الهاون على قرى خارج مدينة السويداء، وأسفرت عن إصابة العشرات.

الإصابات والاستجابة
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى وصل إلى 89، من بينهم 46 درزيًا، وأربعة مدنيين، و18 مقاتلًا بدويًا، وسبعة أشخاص مجهولي الهوية يرتدون زيًا عسكريًا. كما قُتل ستة من عناصر قوات الأمن خلال عمليات فض الاشتباك في السويداء. ردًا على العنف، نشر الجيش السوري ووزارة الداخلية قوات، وأعلنا عن ممرات آمنة للمدنيين، وتعهدا بإنهاء القتال “بسرعة وحسم”.
التدخل الدولي
تدخلت إسرائيل أيضًا، حيث قصفت “عدة دبابات” في السويداء، متذرعةً بحماية الدروز. تأتي هذه الخطوة بعد أن حذرت إسرائيل سابقًا من أنها ستتدخل في سوريا لحماية الدروز. يبلغ عدد الدروز حول العالم حوالي مليون شخص، نصفهم يقيمون في سوريا.
تحديات الرئيس السوري المؤقت
تُسلّط الاشتباكات الضوء على التحديات التي يواجهها الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الذي أطاحت قواته الإسلامية بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول. لا تزال سوريا منقسمة بشدة بعد قرابة 14 عامًا من الحرب، ويتعين على البلاد إعادة بناء بنيتها التحتية، وإعادة توطين ملايين النازحين، وتعزيز المصالحة الوطنية.

خلفية عن الفصائل الدرزية والبدوية
الدروز طائفة دينية صغيرة، لها تاريخ من الصراعات مع القبائل البدوية السنية على الأراضي والنفوذ والسيطرة على نقاط التفتيش. خلال الحرب، شكّل المقاتلون الدروز ميليشياتهم المحلية الخاصة لحماية مجتمعاتهم من الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقد أثار الصراع مخاوف بشأن استقرار المنطقة وقدرة السلطات السورية الجديدة على حماية الأقليات.