بقلم: د. عبير المعداوي
منذ فجر التاريخ، ظلّت الأرض ساحة لصراعات كبرى بين قوى غامضة والإنسان. كثير من الكتب المقدّسة والكتابات التاريخية تشير إلى حضارات بادت، وأمم اندثرت، وأحداث ارتبطت بكيانات غير بشرية، يُطلق عليها اسم الرماديّون.
هذه الكيانات ـ كما تروي الأساطير والمخطوطات ـ سكنت الأرض قبل الإنسان، وتشابهت ملامحها مع البشر والجن إلى حد بعيد. بعض المفسرين ربطوا بينها وبين أقوام الجن الذين ذكرهم ابن كثير، كما ارتبط ذكرهم بحروب سبقت نزول آدم إلى الأرض.
هيمنة ومعرفة محرّمة
الرماديّون امتلكوا علمًا متقدّمًا أغرى بعض البشر في العصور القديمة بالاستعانة بهم. ومن هنا نشأت حضارات عبدتهم أو خضعت لهم، وقدّم لهم البشر قرابين بشرية مقابل القوة والتمكين.
لكن مع مرور الزمن، تحوّلت هذه العلاقة إلى صراع دموي، انتهى بالطوفان الذي قضى على أغلب الحضارات، ولم تبق إلا شواهد قليلة مطمورة في البحار والصحارى.
محاولات العودة
تشير بعض الروايات إلى أنّ أحد الصالحين في مصر القديمة نجح في منع الرماديّين من العودة، عبر بناء سدّ عظيم وقطع صلاتهم بالعالم البشري. وقد دعمت بعض البرديات الأثرية المكتشفة في البر الغربي عام 1899 هذه الرواية. لكن مع منتصف القرن السادس عشر الميلادي، عثر أحد المارة على حجر غامض، كانت بدايته عودة الاتصال بالرماديّين، وولادة العلوم الحديثة التي تشبه إلى حد كبير علوم العصور القديمة.
الواقع المعاصر
اليوم، تُطرح تساؤلات: هل عادت المحاولة فعلًا؟ وهل ما نشهده من ثورات علمية وتقنية مرتبط بتواصل غير بشري؟
البعض يربط بين “المليار الذهبي” وفكرة شعب الله المختار، وبين استعانة قوى كبرى بعلوم غامضة تسعى للسيطرة على الأرض، كما ارتبط ذلك بظهور الدجال الذي يستعين بالشياطين والرماديّين في التمكين.
كلمة الخلاص
القرآن الكريم يذكّرنا بوضوح: ﴿وسننجي المؤمنين﴾.
فالمؤمن الحق هو من ينجو من هذه الدوائر المظلمة، بينما يتساقط أهل الشر وأعوانهم. فالخلاص ليس في العلوم المزيّفة أو التخاطر أو استدعاء القوى الغامضة، بل في الثبات على الإيمان بالله الواحد.
