كييف، أوكرانيا –
تواصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا مسارها المُنهك والمُدمِّر، بلا نهايةٍ في الأفق. وقد تحوّل الصراع، الذي دخل عامه الثالث، إلى حرب استنزافٍ طاحنة، اتسمت بتكثيف الغارات الجوية الروسية على المدن الأوكرانية، واستمرار القتال على خطوط المواجهة، وتزايد الخسائر المدنية.
شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا حادًا في الهجمات الروسية بعيدة المدى. فقبل أيامٍ قليلة، في ٧ سبتمبر، شنّت روسيا ما وُصف بأنه أكبر هجومٍ جويٍّ لها على الإطلاق على أوكرانيا. استهدف القصف غير المسبوق العاصمة الأوكرانية كييف، مُلحقًا أضرارًا بمبنى حكوميٍّ رئيسي، ومُسبّبًا العديد من الضحايا، من بينهم أمٌّ وطفلها. يُؤكّد هذا الهجوم، وغيره من الهجمات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، استمرار استراتيجية روسيا في استهداف البنية التحتية المدنية وبثّ الرعب بعيدًا عن خطوط المواجهة.
العناوين الرئيسية:
* تكثيف الهجمات الجوية الروسية: كثّفت روسيا استخدامها للصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة، وأطلقت عددًا قياسيًا من المقذوفات على المدن الأوكرانية، بما في ذلك كييف وأوديسا وزابوريزهيا.
* لا يزال القتال متركزًا في الشرق: على خطوط المواجهة، وخاصة في منطقة دونباس الشرقية، أصبحت الحرب صراعًا شرسًا لتحقيق مكاسب تدريجية. وبينما أحرزت روسيا بعض التقدم، فشل هجومها الصيفي في تحقيق أي اختراقات كبيرة.
* ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين: تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم، حيث أسفرت الغارات الروسية الأخيرة عن مقتل ما لا يقل عن 24 مدنيًا مسنًا في قرية في دونيتسك أثناء استلامهم رواتبهم التقاعدية.
* حرب الطائرات المسيّرة تهيمن على ساحة المعركة: يعتمد كلا الجانبين بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة للاستطلاع والضربات والحرب الإلكترونية. تُوصف المعركة الآن بأنها “حرب الطائرات المسيّرة”، مع صراع دائم على التفوق التكنولوجي. * يستمر الدعم الدولي: حصل الصندوق الدولي لأوكرانيا بقيادة المملكة المتحدة على أكثر من ملياري دولار من الدعم العسكري، حيث قدم آلاف الطائرات بدون طيار والصواريخ وغيرها من المعدات إلى كييف لمساعدتها في الدفاع ضد العدوان المستمر.
لا تزال التكلفة البشرية للحرب مذهلة، مع سقوط مئات الآلاف من الضحايا العسكريين وعشرات الآلاف من المدنيين. لا يزال حوالي 19٪ من أراضي أوكرانيا تحت الاحتلال الروسي، وقد نزح ملايين الأوكرانيين، مما خلق أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
على الرغم من الجهود الدولية المستمرة لإيجاد حل دبلوماسي، لا توجد أي بوادر لوقف إطلاق النار. تواصل روسيا رفض أي مفاوضات لا تلبي مطالبها، وتصر أوكرانيا على التحرير الكامل لأراضيها. تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى التحذير من وضع مأساوي، مع وجود خطة استجابة إنسانية لتقديم المساعدة المنقذة للحياة ومساعدة المدنيين على مواجهة شتاء حرب وحشي آخر.