الرقة، شمال سوريا
4 سبتمبر 2025
في تطور جديد وخطير في الحرب السورية متعددة الجبهات، أكد الجيش السوري نجاحه في صد محاولة تسلل لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، في ريف الرقة الشمالي. ويمثل هذا الحادث، الذي تضاربت روايات الجانبين حوله، تصعيدًا مقلقًا بين القوتين، ويسلط الضوء على التوترات الكامنة المستمرة في ظل تنافسهما على السيطرة على مناطق وموارد استراتيجية في المنطقة.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع السورية، حاولت مجموعة من مقاتلي قسد التقدم نحو موقع للجيش السوري قرب بلدة عين عيسى في وقت متأخر من مساء الثلاثاء. وردّت قوات النظام بنيران كثيفة من الرشاشات والمدفعية، مما أجبر وحدة قسد على التراجع بعد تبادل إطلاق نار قصير ولكنه مكثف. أعلن متحدث باسم الجيش السوري، متحدثًا على التلفزيون الرسمي، نجاح المهمة، قائلاً إن قواتهم “صدت المحاولة وأمنّت مواقعنا، وأوقعت خسائر في صفوف العناصر الغازية”. ووصف النظام التوغل بأنه عمل عدواني واضح من قبل قوة بالوكالة مدعومة من الخارج.
ولم تُعلّق قوات سوريا الديمقراطية رسميًا بعد على التسلل المزعوم، لكن مصادر من داخل الميليشيا التي يقودها الأكراد قدمت وجهة نظر مختلفة. تزعم هذه المصادر أن قوات الجيش السوري عززت مؤخرًا وجودها وسيّرت دوريات في مناطق اتُفق عليها سابقًا كجزء من منطقة خفض التصعيد، منتهكة بذلك بنود اتفاقية عام 2019. وصرح قائد، تحدث إلى وكالة أنباء محلية دون الكشف عن هويته، بأن عمل قوات سوريا الديمقراطية، إن حدث، كان على الأرجح دورية مضادة محلية ردًا على استفزازات متكررة من النظام السوري. ولا يزال ريف الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية السابق، منطقة نزاع حاسمة منذ تحريرها، حيث تسعى كل من قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية إلى توسيع نفوذهما. يأتي هذا الاشتباك الأخير في وقت يتزايد فيه عدم الاستقرار في شمال شرق سوريا، حيث تنشط أيضًا قوات من تركيا وروسيا والولايات المتحدة. تُعدّ المنطقة بالفعل مسرحًا لاشتباكات متقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية والجماعات المتمردة المدعومة من تركيا، بالإضافة إلى فلول تنظيم الدولة الإسلامية. إن إضافة المواجهات العسكرية المباشرة بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري تزيد من تعقيد المشهد الأمني وتثير مخاوف بشأن صراع أوسع. بالنسبة للحكومة السورية، فإن إعادة تأكيد السيطرة على ريف الرقة هو هدف رئيسي طويل الأجل لربط أراضيها وتحدي الوجود الأمريكي في المنطقة. من جانبها، فإن قوات سوريا الديمقراطية عازمة على حماية إدارتها الذاتية ومنع عودة حكم دمشق.
يسلط هذا الحادث الضوء على تنافس استراتيجي متزايد بين الحكومة السورية والقوات المدعومة من الولايات المتحدة. وبينما تعاون الجانبان، في بعض الأحيان، ضد أعداء مشتركين مثل داعش، إلا أن أهدافهما طويلة الأجل لا تزال متعارضة بشكل أساسي. هذا التوغل الأخير، بغض النظر عن دوافعه، يُرسل إشارة واضحة بأن ما يُسمى “خطوط المواجهة” في الصراع السوري أبعد ما تكون عن الثبات، وقد تشتعل إلى معركة جديدة وخطيرة في أي وقت.
أهم النقاط
* اشتباك في الرقة: أكد الجيش السوري صده محاولة تسلل لقوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي قرب بلدة عين عيسى.
* ادعاءات متعارضة: يتهم النظام السوري قوات سوريا الديمقراطية بالعدوان المباشر، بينما تُشير مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية إلى أن الجيش السوري يُتعمد إثارة المواجهة.
* تصاعد التوترات: يُمثل هذا الحادث تصعيدًا كبيرًا في التنافس المستمر بين القوتين على الأراضي الاستراتيجية.
* منطقة غير مستقرة: يُفاقم هذا الاشتباك حالة عدم الاستقرار في شمال شرق سوريا، حيث تنشط أيضًا قوات من تركيا وروسيا والولايات المتحدة وبقايا داعش.
* * صراع طويل الأمد: تسلط هذه الحادثة الضوء على الصراع الأساسي بين هدف النظام السوري المتمثل في إعادة تأكيد السيطرة ورغبة قوات سوريا الديمقراطية في الحكم الذاتي.