الاستراتيجية الأمريكية الجديدة: ترامب يكشف خطة الأمن القومي الأمريكي في الشرق الأوسط ووضع حد للهجرة الجماعية
لندن، المملكة المتحدة – 6 ديسمبر 2025
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تكشف خطة الأمن القومي لتوسيع السلام في الشرق الأوسط
كشف البيت الأبيض مؤخراً عن الملامح النهائية للاستراتيجية الأمريكية الجديدة للأمن القومي، وهي خطة شاملة تعكس الرؤية الفريدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب للتعامل مع التحديات العالمية والإقليمية.
وتستند هذه الاستراتيجية الأمريكية على مبدأ “أمريكا أولاً”، ولكنها توسع نطاق هذا المبدأ ليشمل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي كأداة لخدمة المصالح الداخلية.
وتتضمن الخطة محورين رئيسيين، يشكلان جوهر التغيير الذي تسعى إليه واشنطن:
الأول هو الدفع قدماً بجهود توسيع السلام في الشرق الأوسط من خلال صفقات التطبيع، والثاني هو اعتبار أمن الحدود عنصراً أساسياً لا يتجزأ من مفهوم الأمن القومي.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تعطي الاستراتيجية الأمريكية الأولوية القصوى لـ “توسيع السلام” بين إسرائيل والدول العربية، حيث تنظر الإدارة إلى اتفاقيات السلام الموقعة كنموذج يجب تكراره ليشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية.
وتخصص الخطة جزءاً كبيراً لجهود الوساطة والدعم الاقتصادي للدول التي تنضم إلى مسار السلام، مع التركيز على مشاريع الاستثمار المشترك التي تهدف إلى تحويل الصراعات الإقليمية إلى فرص للنمو الاقتصادي المتبادل.
ويُنظر إلى هذا التوجه كطريقة للحد من التدخل العسكري الأمريكي المباشر في الشرق الأوسط، وتحويل المسؤولية عن الاستقرار إلى الشركاء الإقليميين، مع إبقاء الضغط على إيران وحلفائها كـ “تهديد أساسي”.
أما على الصعيد الداخلي والأمني، فقد أحدثت الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تحولاً جذرياً في تعريف الأمن القومي، حيث تعتبر أن أمن الحدود القومية وحماية البنية التحتية الداخلية يوازيان في الأهمية الدفاعات العسكرية التقليدية.
وتتعهد الخطة بـ “وضع حد للهجرة الجماعية” غير المنظمة، وتشديد الرقابة على الحدود الجنوبية والشمالية على حد سواء، معتبرة أن هذه التدفقات تمثل عبئاً اقتصادياً وأمنياً يهدد استقرار المجتمع الأمريكي.
وتخصص الخطة ميزانيات ضخمة لتعزيز أمن الحدود والتكنولوجيات الجديدة للمراقبة، وتعديل القوانين لتبسيط عمليات الترحيل.
وقد أثار هذا الجزء من الاستراتيجية الأمريكية جدلاً كبيراً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لكن الإدارة تصر على أن حماية الوطن تبدأ بفرض السيطرة الكاملة على الحدود.
إن الرسالة الأبرز التي تحملها هذه الاستراتيجية الأمريكية الجديدة هي التركيز على “المنافسة الاستراتيجية”، بدلاً من “الحروب الأبدية”.
فواشنطن تسعى لتقليل انخراطها في صراعات الشرق الأوسط التي لا تخدم مصالحها المباشرة، وتوجيه الموارد نحو التنافس مع القوى العظمى الأخرى، وتأمين الحدود الأمريكية الداخلية.
إن هذه الخطة تمثل خريطة طريق واضحة لإدارة ترامب للسنوات الأربع القادمة، والتي ستشهد، بحسب الخطة، دفعاً غير مسبوق لـ توسيع السلام الإقليمي، وتغييراً في الأولويات الداخلية التي تضع أمن الحدود في قلب الأمن القومي.
النقاط البارزة في التقرير:
التركيز الأساسي:
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تتبنى مبدأ “أمريكا أولاً” وتركز على “توسيع السلام” في الشرق الأوسط وأمن الحدود الداخلية.
توسيع السلام:
الأولوية القصوى هي الدفع باتفاقيات التطبيع لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية، مع دعم اقتصادي قوي.
الأمن القومي والحدود:
الخطة تعتبر أمن الحدود الأمريكية عنصراً أساسياً لا يتجزأ من مفهوم الأمن القومي، وتخصص ميزانيات ضخمة لتعزيز السيطرة على الحدود ووضع حد للهجرة الجماعية.
التحول الدبلوماسي:
تقليل الانخراط العسكري المباشر في صراعات الشرق الأوسط، والتركيز على التنافس الاستراتيجي مع القوى الكبرى الأخرى.
التحدي الداخلي:
أجزاء الخطة المتعلقة بالهجرة وأمن الحدود تثير جدلاً واسعاً بين الحزبين في واشنطن.
