Some Populer Post

  • Home  
  • الاتفاق النووي الجديد يُشعل صراعًا داخليًا داخل النظام الإيراني
- السياسة

الاتفاق النووي الجديد يُشعل صراعًا داخليًا داخل النظام الإيراني

طهران – إيران أفادت التقارير أن الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أثار موجة من الصراعات السياسية الداخلية داخل النظام الإيراني، كاشفًا عن انقسامات عميقة لا يمكن حلها. وبينما قُدِّم الاتفاق، الذي وُقّع في القاهرة، على أنه إنجاز دبلوماسي لاستئناف عمليات التفتيش، إلا أنه أصبح مصدر خلاف بين الإصلاحيين والمتشددين الذين اتهموا الحكومة […]

IMG 1109

طهران – إيران

أفادت التقارير أن الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أثار موجة من الصراعات السياسية الداخلية داخل النظام الإيراني، كاشفًا عن انقسامات عميقة لا يمكن حلها. وبينما قُدِّم الاتفاق، الذي وُقّع في القاهرة، على أنه إنجاز دبلوماسي لاستئناف عمليات التفتيش، إلا أنه أصبح مصدر خلاف بين الإصلاحيين والمتشددين الذين اتهموا الحكومة بـ”التخلي”.

يهدف الاتفاق، الذي عُقد بين وزير الخارجية عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى استئناف عمليات تفتيش المواقع النووية الإيرانية، وهو مطلب رئيسي من القوى الأوروبية التي هددت بإعادة فرض العقوبات. إلا أن الاتفاق يأتي في أعقاب قانون أقره البرلمان الإيراني في يوليو/تموز، والذي علق جميع أشكال التعاون مع الوكالة، في خطوة اتُخذت ردًا على ما وصفته طهران بـ”ازدواجية معايير” الوكالة بعد أن امتنعت عن إدانة الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران.

أصبح التناقض الواضح بين الاتفاق الجديد والقانون الحالي محور الصراع الداخلي. شنّ المتشددون، بمن فيهم العديد من أعضاء البرلمان، هجومًا منسقًا على عراقجي، متهمين إياه بتقديم تنازلات تُخلّ بالسيادة الوطنية. وبلغ الصراع حدًا اضطرار البرلمان، الذي كان في عطلة، إلى عقد جلسة طارئة للمطالبة بإجابات من وزير الخارجية. يُسلّط هذا الخلاف العلني، وهو عرض نادر للخلاف العلني، الضوء على الانقسامات العميقة داخل المؤسسة الحاكمة.

على الجانب الآخر من النقاش، حثّ ائتلاف من 27 منظمة إصلاحية الحكومة على إبداء استعدادها لتعليق تخصيب اليورانيوم والسماح بالمراقبة الكاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل تخفيف العقوبات. وجادلت هذه الجماعات بأن النسيج الاجتماعي الإيراني “مُصاب بجراح عميقة”، وأن الشعب يعيش تحت وطأة اليأس والقلق الاقتصادي. ويعتقدون أن اتفاقًا نوويًا جديدًا قد يؤدي إلى مفاوضات شاملة مع الولايات المتحدة، ويمهّد الطريق لتطبيع العلاقات. مع ذلك، رفض عضو بارز في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي علنًا الدعوات لوقف تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الإيراني، واصفًا هذه المقترحات بأنها “مضللة وغير واقعية”. يُبرز هذا التصريح، إلى جانب قرار خامنئي في أغسطس/آب باستبعاد المحادثات المباشرة مع واشنطن، الانقسام العميق بين البراغماتيين والمحافظين المتشددين الذين يعتبرون أي تنازلات تهديدًا لأمن النظام وأيديولوجيته.

بينما يرى البعض أن الاتفاق الجديد مجرد مناورة تكتيكية لتأخير المحاسبة وتفادي العقوبات، فإن الاضطرابات الداخلية التي أحدثها تُشير إلى نظام في حالة حرب مع نفسه. لا يكشف الجدل الدائر حول الاتفاق عن الفصائل السياسية المتنافسة على السلطة فحسب، بل يُشير أيضًا إلى التحديات المستمرة التي تواجه أي حل دبلوماسي هادف وطويل الأمد للأزمة النووية.

نقاط رئيسية

* الاتفاق النووي يُشعل صراعًا داخليًا: تسبب الاتفاق النووي الجديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في انقسامات عميقة داخل النظام الإيراني، حيث اختلف المتشددون مع الحكومة حول شروط الاتفاق.

* تناقض مع القانون الحالي: يتمحور الصراع حول التناقض الواضح بين الاتفاق وقانون صدر في يوليو/تموز، والذي علق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أدى إلى عقد جلسة برلمانية طارئة.

* معركة أيديولوجيات: يُبرز هذا الصراع الانقسام بين الفصائل الإصلاحية التي تسعى إلى تطبيع العلاقات مع الغرب، والمتشددين الذين يعتبرون أي تنازلات تهديدًا للأمن القومي.

* استياء عام: تُشير الجماعات الإصلاحية إلى اليأس والقلق العامين الواسعي النطاق كسبب رئيسي لاتباع نهج أكثر تصالحية.

* مستقبل المفاوضات غامض: تُشير الفوضى الداخلية إلى أن التوصل إلى حل دبلوماسي طويل الأمد للأزمة النووية سيظل صعب المنال، في ظل استمرار تنافس الفصائل المختلفة على السيطرة على السياسة الوطنية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.