مقر الأمم المتحدة-نيويورك
انعقد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء في الوقت الذي صعّدت فيه إسرائيل عملياتها في غزة عقب انهيار الهدنة في 18 مارس/آذار. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن حل الدولتين “يقترب من نقطة اللاعودة”، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لمنع المزيد من الاحتلال والعنف.
وأدان غوتيريش الحصار الإسرائيلي الذي فاقم الأزمة الإنسانية في غزة. وشدد على ضرورة الحفاظ على الواقع الجغرافي وسلامة أراضي غزة من أجل تحقيق السلام في المستقبل. وجدد مجلس الأمن رفضه لأي محاولات لتغيير وضع غزة بموجب القانون الدولي.
أسفرت الغارات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل 51 فلسطينيًا على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليضاف ذلك إلى حصيلة القتلى التي تجاوزت 52 ألفًا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. في غضون ذلك، تعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإحياء محادثات وقف إطلاق النار.
دعا غوتيريش إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء معاناة المدنيين، محذرًا من أن استمرار التقاعس قد يجعل السلام بعيد المنال.
قُتل أكثر من 2200 فلسطيني منذ استئناف إسرائيل للقتال، وجُرح نحو 5800 آخرين. كما كان للحصار الإسرائيلي للقطاع تداعيات وخيمة على سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، مما ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلًا.
حضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجلسة في مقر الأمم المتحدة، حيث حذّر من أن حل الدولتين على وشك الانهيار. وجاءت هذه التعليقات بعد أن بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي جلساتها يوم الاثنين للنظر في الحصار.
وقال غوتيريش: “إن حل الدولتين يقترب من نقطة اللاعودة. يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية منع استمرار الاحتلال والعنف”.
كما أبلغ غوتيريش السفراء في المجلس بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لضمان تنفيذه.
دعوتي للدول الأعضاء واضحة وعاجلة: اتخاذ إجراءات لا رجعة فيها نحو تنفيذ حل الدولتين. لا تدعوا المتطرفين من أي طرف يُقوّضون ما تبقى من عملية السلام”، أضاف.
كما حذّر من الظروف الإنسانية المُزرية التي يُجبر سكان غزة على العيش فيها، إذ لا يزال الحصار الإسرائيلي للقطاع يُخنق سكانه ويُحرمهم من المساعدات الأساسية والأدوية والضروريات الأساسية.
“لقد تفاقم الوضع الإنساني في جميع أنحاء قطاع غزة بشكل يفوق التصور. لما يقارب شهرين كاملين، منعت إسرائيل دخول الغذاء والوقود والأدوية والإمدادات التجارية، مما حرم أكثر من مليوني شخص من الإغاثة المُنقذة للحياة، بينما يراقب العالم أجمع”.
أشار غوتيريش إلى ضرورة حماية الواقع الجغرافي لضمان أساس متين لأي سلام مستقبلي. ودقّ الأمين العام للأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن تزايد عنف المستوطنين وتوسعهم في الضفة الغربية.
كما أعلن أن مجلس الأمن يرفض، بموجب القانون الدولي، أي محاولة لتغيير وحدة أراضي القطاع أو ديموغرافيته، بما في ذلك الإجراءات التي تُقلّص مساحة غزة، مُجادلاً بأن القطاع ذو أهمية قصوى لفلسطين المستقبلية.
وأشار غوتيريش إلى أن “غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويجب أن تبقى كذلك”.
كما دعا الدبلوماسي الفلسطيني إلى استئناف فوري لوقف إطلاق النار لإنهاء معاناة المدنيين. كما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدو الآن متسقاً مع نهج أكثر تساهلاً تجاه غزة.
وقال: “الولايات المتحدة تضغط لتأمين دخول الغذاء والأدوية إلى غزة”.
وأضاف: “نأمل بشدة أن تتمكن الولايات المتحدة ومصر وقطر، بدعم من المجتمع الدولي ككل، من ضمان العودة إلى وقف إطلاق النار للبدء في إنهاء كل هذه المعاناة”.
وقد أدت العمليات الإسرائيلية في غزة إلى قُتل ما لا يقل عن 51 فلسطينيًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأُصيب 113 آخرون، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.
استهدفت الهجمات مواقع متعددة، من جباليا في الشمال إلى مدينة خان يونس في جنوب غزة.
بدأت الحرب عندما هاجم مسلحو حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين. احتجزت حماس 251 شخصًا كرهائن، وتحتجز حاليًا 59 شخصًا، يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.
أسفر الهجوم الإسرائيلي اللاحق حتى الآن عن مقتل أكثر من 52365 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس والتي لا تميز أرقامها بين المقاتلين والمدنيين.
تقول الأمم المتحدة إن حوالي 70٪ من جميع الوفيات التي تمكنت من التحقق منها بشكل مستقل كانوا من النساء والأطفال.
ووفقًا لأحدث أرقام الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل 850 من جنوده منذ بدء الحرب.
