دقّ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) ناقوس الخطر بشأن تفاقم أزمة المخدرات العالمية، محذرًا من أن الوضع سيستمر في التدهور ما لم تُعالَج الأسباب الجذرية وتُوظَّف الاستثمارات في الوقاية والتثقيف والرعاية الصحية. ووفقًا لأحدث تقرير عالمي عن المخدرات صادر عن المكتب، تعاطى ما يقرب من 316 مليون شخص حول العالم المخدرات في عام 2023، مع وفاة ما يقرب من نصف مليون شخص سنويًا بسبب اضطرابات تعاطي المخدرات.
إحصائيات رئيسية:
– *تعاطي المخدرات العالمي*: تعاطى 316 مليون شخص المخدرات حول العالم في عام 2023، باستثناء التبغ والكحول.
– *إنتاج الكوكايين*: تم إنتاج 3708 أطنان من الكوكايين في عام 2023، وهو رقم قياسي، بزيادة قدرها 34% عن العام السابق.
– *تعاطي المخدرات الاصطناعية*: وصل تعاطي المواد الأفيونية الاصطناعية والميثامفيتامين إلى مستويات قياسية، حيث يُمثل ما يقرب من نصف جميع عمليات ضبط المخدرات العالمية.
– *عدد الوفيات*: يموت حوالي 500,000 شخص سنويًا بسبب اضطرابات تعاطي المخدرات، مع فقدان 28 مليون سنة من العمر بسبب الإعاقة والوفيات المبكرة.
المناطق الساخنة الإقليمية:
– *سوريا*: أصبحت مركزًا رئيسيًا لإنتاج الكبتاغون، وهو منشط اصطناعي، حيث تُهرَّب شحنات كبيرة منه عبر دول مثل الأردن، مع احتمال انتقال الإنتاج إلى ليبيا.
– *غرب البلقان*: شهدت زيادة في تهريب الكوكايين، مما يُبرز نفوذ جماعات الجريمة المنظمة في المناطق التي تواجه عدم الاستقرار والتحديات الاقتصادية.
أمريكا اللاتينية: لا تزال تُعدّ مركزًا رئيسيًا لإنتاج الكوكايين، بينما تُصبح آسيا وأفريقيا بشكل متزايد أسواقًا رئيسية لمختلف أنواع المخدرات غير المشروعة.
العواقب والتحديات
الأثر الاقتصادي: تُدرّ تجارة المخدرات العالمية مليارات الدولارات سنويًا، مع تكاليف باهظة على الحكومات والمجتمعات، بما في ذلك إنفاذ القانون والرعاية الصحية وهدر الإنتاجية.
الأضرار البيئية: ترتبط زيادة إزالة الغابات والتلوث بزراعة المخدرات عالميًا، مع تكاليف باهظة تُلحق الضرر بالنظام البيئي وجهود استعادة البيئة.
العبء الزائد على الرعاية الصحية: تلقى واحد فقط من كل اثني عشر شخصًا يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات العلاج في عام ٢٠٢٣، مما يُبرز الحاجة إلى زيادة الاستثمار في الرعاية الصحية وخدمات الدعم.
يؤكد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على ضرورة اتباع نهج شامل لمعالجة أزمة المخدرات العالمية، بما في ذلك:
– *الاستثمار في الوقاية*: يمكن لبرامج الوقاية القائمة على الأدلة أن تحمي الأفراد والمجتمعات، مما يحد من تعاطي المخدرات ويضعف الاقتصادات غير المشروعة.
– *معالجة الأسباب الجذرية*: يمكن أن يساعد توفير الفرص الاجتماعية والاقتصادية والبدائل في معالجة الأسباب الجذرية لزراعة المحاصيل غير المشروعة وتجنيد الأشخاص في تجارة المخدرات.
– *تعزيز التعاون الدولي*: يُعد التعاون وتبادل المعلومات بين الحكومات والمنظمات الدولية أمرًا بالغ الأهمية لتعطيل جماعات الاتجار غير المشروع بالمخدرات وتعزيز الأمن العالمي.
– *إعطاء الأولوية للصحة وحقوق الإنسان*: يُعد ضمان الحصول على الأدوية والعلاج وخدمات الدعم الخاضعة للرقابة مع الحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته أمرًا أساسيًا لمعالجة أزمة المخدرات العالمية.