الأصل لا الفرع: نحو بعث العقل من رحم الإيمان.كتاب جديد للمفكرة الاديبة دكتورة عبير المعداوي
«الدين ليس جماعةً أورايةً، بل وعيٌ يعيد الإنسان إلى خالقه دون وسطاء.»
اعلنت الاديبة المصرية الدكتورة عبير المعداوي عن كتابها الجديد الذي يوثق دعوتها لترك الانتماء الديني لجماعات و حركات إسلامية مختلفة تنتهج نهجا خاصا بها كدين جديد ينبثق اسميا من الإسلام لكن في واقع الامر لا علاقة له بالاسلام ..
و قالت المعداوي في نبذه عن موضوع الكتاب الاصل لا الفرع انه سيتناول بدقة لماذا يجب العودة لكتاب القران الكريم و سنه الله في قول الرسول الكريم منذ نزوله حتى وفاته فقط و الا ننتمي لغير ذلك و ان ما خرج بعد وفاة الرسول من مذاهب و فرق و جماعات و اختلافات هي بعيده عن الاسلام..
حيث قال الله تعالى؛
” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء”
و اكدت عبير المعداوي قائلة؛
اذا كنا نرفض الديانه الإبراهيمية شكلا و موضوعا فلابد من التاكيد ان الاسلام هو ما جاء في القران الكريم و سنه الله في قول رسوله الكريم ..و علينا ان نعي جيدا خلط الالفاظ ببعضها لتقنين مفاهيم خاطئة ترسخ لقواعد دينية منحرفة و متطرفه …
على سبيل المثال في اهل السنه و هو مذهب موضوع اسميا كحركة او جماعة لا علاقه له بمنهج سنه الله و تعاليمه في كتابه الكريم و ان اتفقوا على اتباع النهج و لكن دعوتهم باسم السنه كجماعة شان اخر ..
فمن المفارقات انهم يطلقون على السنه ( سنه رسول الله) او السنه النبويه و هذا خطاء فادح غير مقبول .. لان منهج السنه من عند الله تعالى في كتابه الكريم و تعاليمه لسيدنا رسول الله و هي سنة الله و اعطاها لرسوله الكريم لكي يقولها فما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ينطق من نفسه بل انه وحي يوحى اليه من رب العالمين.
لماذا يخلطون بين سنه الله و يدعونها سنة الرسول؟
لانهم ادعوا افتراءات على الرسول الكريم بقول احاديث شريفه من عنده مصدر قواعد و مناهج السنه و قالوا ان الرسول قال ٢٦٣ الف حديث و باسناد الامر للعقل لا يمكن ان يحدث ذلك و يقول سيدنا محمد كل هذه الأحاديث في هذه الفترة التي لم تتجاوز ٢٣ عام مدة الوحي منذ نزوله الى وفاة الرسول ..
اما لماذا فعلوا هذا ، لكي ينسبوا للاسلام ما ليس فيه و يتصرفون على اثره و من هنا نرى السبب الحقيقي لتناقض الحديث مع القران الكريم و السبب الاكبر لتشكيل جماعات و فرق و مذاهب الخ.و اختلافات كثيرة بينهم وصلت لحد التكفير فينا بينهم رغم ان القران الكريم هو نفس الكتاب
الانسان و الدين
في الواقع منذ أن وُجد الإنسان على الأرض، وهو يسير في درب الأسئلة الكبرى: من أنا؟ ومن أين أتيت؟ وإلى أين ساكون
وجاء الدين ليكون بوصلة الروح نحو النور، لا قيودًا تشدّها إلى سلطة البشر.
لكن حين تحوّل الإيمان إلى مذهب، والمذهب إلى راية، والراية إلى سلطة، ضاع الإنسان بين النص الإلهي وتأويلاته، وبين الدين المنزل والدين الموازي الذي صنعته الأيدي البشرية.
الإسلام، في جوهره الأول، لم يكن طائفة ولا حزبًا؛ كان نداءً للتحرر الفكري والروحي معًا.
قال الله تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها» — فالتدبّر جوهر الإيمان، والعقل طريق الفهم، لا التكرار.
إن دعوتي ليست لمذهب جديد، بل لعودةٍ إلى الأصل؛ إلى القرآن والسنة الصحيحة بلا وسيط ولا وصيّ.
لأن الدين الإلهي وُجد ليبني الإنسان، لا ليُقسّمه بين رايات وألقاب.
منذ انقسام المسلمين في صدر الدولة الأموية إلى سنّة وشيعة، بدأ الشرخ الذي ما زال يبتعد بالمسلمين عن أصل وحدتهم.
وفي خضم هذا الانقسام ظهرت المعتزلة بفكرهم العقلي النبيل، فلم يُكافَؤوا على الاجتهاد بل اتُّهموا بالزندقة، لأنهم آمنوا بالعقل حين خاف الآخرون من نوره.
لقد قالوا بالتوحيد المطلق، وعدل الله الكامل، وحرية الإنسان في اختياره، ورفضوا التكفير السياسي، ودعوا إلى الإصلاح بالمعروف.
لكن السلطة التي تخشى العقل أطفأت شعلتهم، ومنذئذٍ أصبح التفكير جريمة، والسؤال تهمة.
في مدرستي الفكرية أرى أن الإيمان لا يكتمل إلا بالعقل، والعقل لا يثمر إلا بالإيمان.
الشك العقلي ليس تمردًا على الله، بل تمرّد على الجمود؛ لأنه الطريق إلى يقينٍ ناضجٍ لا موروثٍ.
ومن هذا الإيمان الواعي تنبثق دعوتي إلى الرواقية الإسلامية — الجنة الممكنة في الأرض: حين يفهم الإنسان قدره، ويصالح ذاته، ويزرع عدلًا وسلامًا في عالمه.
لقد آن الأوان أن نعيد للدين نقاءه، وللعقل حريته، وللإنسان مكانته.
فالإسلام الذي أنزله الله لا يحتاج إلى راياتٍ جديدة، بل إلى وعيٍ جديد.
كل فكرٍ يزول ما لم يتصل بالسماء، وكل إيمانٍ يتجمد ما لم يتصل بالعقل
الأصل هو البقاء، والصدق هو النجاة، والعقل المؤمن هو طريق النور.


