الأسهم الأمريكية تواصل صعودها مدعومة بالتقنية.. و”الطاقة والسلع” تتجه نحو التقلب

نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكية 2025-10-17

سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية ارتفاعاً طفيفاً في تعاملات “وول ستريت”، حيث استمر زخم قطاع التكنولوجيا العملاق في قيادة السوق. ويأتي هذا الارتفاع مدعوماً بـ إشارات إيجابية حول نمو الذكاء الاصطناعي (AI)، مما يعكس الثقة المستمرة للمستثمرين في الشركات التي تقف في طليعة هذه الثورة التقنية. وفي الوقت الذي تشهد فيه الأسهم الأمريكية حالة من التفاؤل الحذر نتيجة لنتائج أرباح قوية لشركات الرقائق، يواجه سوق الطاقة والسلع (عالمي وعربي) مشهداً أكثر تعقيداً، حيث تتضارب التوقعات بين الفائض في العرض ومخاطر الاضطرابات الجيوسياسية. إن التفاعل بين “طفرة الذكاء الاصطناعي” في الغرب وتقلبات أسواق السلع في الشرق الأوسط يحدد ملامح الاقتصاد العالمي للعام 2025.

أولاً: مؤشرات الأسهم الأمريكية وزخم الذكاء الاصطناعي

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعاً ملحوظاً، وخاصة مؤشر ناسداك المركب الذي يضم غالبية شركات التكنولوجيا، مدعوماً بنتائج مالية تفوق التوقعات وإشارات على استمرار نمو الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي.

1. الأداء الإيجابي للمؤشرات:

• سجلت مؤشرات S&P 500 و ناسداك ارتفاعات طفيفة، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 0.3% وناسداك بنحو 0.5%، مما يعكس اتجاهاً عاماً إيجابياً في التعاملات الأخيرة.

• كان الأداء مدعوماً بشكل رئيسي بأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى التي تستفيد مباشرة من موجة الذكاء الاصطناعي، والتي استمرت في تجاوز التوقعات، مما يبرر تقييماتها المرتفعة.

2. محرك النمو: شركات الذكاء الاصطناعي:

• شهدت أسهم شركات مثل إنفيديا (NVIDIA) ارتفاعاً قوياً، حيث تُعد عملاقاً في تصنيع وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التي تشكل العصب الأساسي لخوادم الذكاء الاصطناعي. كما رفعت بعض البنوك الاستثمارية توصياتها لسهم الشركة.

• مايكروسوفت (Microsoft) و ألفابيت (Alphabet – جوجل) تواصلان الريادة في مجال الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وشهدت أسهمهما دعماً مستمراً من ثقة وول ستريت في استراتيجيات نموهما طويلة الأجل.

• جاء الدعم الأقوى من نتائج أرباح شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، وهي المورد الرئيسي للرقائق لشركات الذكاء الاصطناعي. حيث أعلنت الشركة عن قفزة تقارب 40% في أرباح الربع الثالث، ورفعت توقعاتها لإيرادات عام 2025 إلى نمو يصل إلى منتصف الثلاثينات (نحو 35%)، ما يشير إلى أن الطلب على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لا يزال في بداياته.

• إعلان شركات مثل إنفيديا عن خطط لبناء مصانع لإنتاج حواسيب الذكاء الاصطناعي في أمريكا يضيف مزيداً من الثقة في تدفق الإيرادات المستقبلية.

3. التحديات القائمة:

 * على الرغم من الصعود، لا يزال مؤشر الخوف في وول ستريت (VIX) عند مستويات مرتفعة نسبياً (أعلى من 20 نقطة)، مما يشير إلى توقعات بحدوث تقلبات واضطرابات في السوق على المدى القريب، مدفوعة بترقب لقرارات الاحتياطي الفيدرالي وموسم الأرباح.

ثانياً: توقعات سوق الطاقة والسلع (عالمي وعربي)

يواجه قطاع الطاقة والسلع حالة من عدم اليقين، حيث تتضارب التوقعات العالمية حول مسار الأسعار في عام 2025.

1. أسعار النفط: تضارب بين الفائض والجيوسياسة:

• توقعات الفائض: تتجه بعض بيوت الأبحاث ووكالة الطاقة الدولية إلى توقع فائض كبير في سوق النفط خلال عام 2025، مما يضغط على الأسعار نحو الانخفاض. توقع البنك الدولي أن يسجل متوسط سعر خام برنت 64 دولاراً للبرميل هذا العام، ويتراجع إلى 60 دولاراً في العام المقبل، بسبب وفرة الإمدادات ونمو السيارات الكهربائية. كما أن بيانات التداول الحالية تشير إلى تداول خام برنت حول 62.01 دولاراً في عقود ديسمبر 2025.

• توقعات الاستقرار/الارتفاع: في المقابل، يرى بعض المحللين و أوبك+ أن الطلب سيكون قوياً، ويتوقعون استقرار سعر خام برنت في نطاق بين 70 و 85 دولاراً للبرميل. وقد رفعت وكالة فيتش توقعاتها لمتوسط سعر برنت إلى 70 دولاراً للبرميل على المدى القصير بسبب المخاطر الجيوسياسية.

• عامل أوبك+: تبقى قرارات تحالف أوبك+، وخاصة بشأن فك التخفيضات التدريجية المتفق عليها، هي العامل الحاسم في تحديد مسار الأسعار.

2. الغاز الطبيعي والسلع الأخرى:

• الغاز الطبيعي: من المتوقع أن تشهد أسعار الغاز الطبيعي تقلبات، حيث يحافظ الإنتاج الأمريكي القوي على استقرار الأسعار نسبياً، بينما يزيد الطلب على الغاز الطبيعي المسال (LNG) من أوروبا وآسيا من الضغوط الصعودية.

• الذهب: يُرجح أن يسجل الذهب مستوى قياسياً جديداً في عام 2025، حيث يلجأ المستثمرون للملاذات الآمنة في ظل تنامي حالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية والتجارية.

3. المشهد العربي للطاقة:

• تظل الاقتصادات العربية المصدرة للنفط والغاز، لاسيما في الخليج، في وضع حرج تجاه تقلبات الأسعار.

• انخفاض الأسعار قد يفرض ضغوطاً على الميزانيات، في حين أن الارتفاع يتيح فرصاً أكبر لتمويل مشاريع التنويع الاقتصادي (كما هو الحال في قطر حيث سجلت شركات أرباحاً جيدة بالرغم من تقلبات السوق).

• في مصر، تشير الأرقام إلى استقرار في أسعار الوقود محلياً (البنزين والسولار) بحسب آخر مراجعات لجنة التسعير التلقائي.

نقاط رئيسية للخبر

• قيادة التكنولوجيا: مؤشر ناسداك المركب يقود صعود الأسهم الأمريكية مدعوماً بالثقة في نمو قطاع الذكاء الاصطناعي.

• أرباح الرقائق: نتائج أرباح قوية من TSMC تدعم قطاع التكنولوجيا وتؤكد استمرار الطلب القياسي على رقائق الذكاء الاصطناعي.

• تضارب النفط: تتباين توقعات أسعار النفط لعام 2025 بين توقعات البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية بـ فائض هبوطي، وتوقعات أوبك+ بمعدلات طلب قوية.

• الذهب ملاذ آمن: توقعات بأن يسجل الذهب مستويات قياسية مع تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.

• التقلبات العالمية: أسواق السلع، بما في ذلك الغاز والمعادن، مرشحة للمزيد من التقلبات تحت ضغط ديناميكيات العرض والطلب والمخاطر التجارية.