باريس، فرنسا – ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥
في خطوة تُعمّق حالة عدم الاستقرار السياسي التي تُخيّم على البلاد، قدّم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو استقالته يوم الثلاثاء، بعد يوم من خسارته تصويتًا على سحب الثقة في الجمعية الوطنية. تُمثّل إقالة بايرو، الذي لم يمضِ على توليه منصبه سوى تسعة أشهر، ثاني انهيار حكومي في أقل من عام، تاركًا الرئيس إيمانويل ماكرون أمام برلمان مُجزّأ وأزمة اقتصادية مُتفاقمة.
فشل تصويت سحب الثقة، الذي دعا إليه بايرو نفسه في مُقامرة عالية المخاطر لتأمين الدعم لميزانيته التقشفية المثيرة للجدل، فشلًا ذريعًا. فمع تصويت ٣٦٤ نائبًا ضده و١٩٤ نائبًا فقط لصالحه، انهارت حكومة الأقلية التي يرأسها بايرو. جاءت الهزيمة نتيجة تحالف غير متوقع بين أحزاب اليسار واليمين المتطرف، حيث اتحدت في معارضتها لخطة الحكومة لخفض الإنفاق العام ومعالجة ديون فرنسا المتضخمة.
النقاط الرئيسية:
* النزاع على الميزانية: انطلق التصويت على خلفية الميزانية المقترحة لرئيس الوزراء بايرو، والتي تهدف إلى خفض الإنفاق العام بأكثر من 40 مليار يورو، بما في ذلك تجميد الرعاية الاجتماعية وإلغاء عطلتين رسميتين. وقد لاقت إجراءات التقشف استياءً واسع النطاق، وأصبحت بؤرة توتر لأحزاب المعارضة.
* دوامة من الانهيار: تُعد استقالة بايرو أحدث حلقة في سلسلة من انهيارات الحكومات التي عصفت بفرنسا منذ قرار الرئيس ماكرون بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في يونيو/حزيران من العام الماضي، والتي أسفرت عن برلمان معلق دون حصول أي حزب على الأغلبية.
* خيار ماكرون الصعب: مع استقالة بايرو، يواجه الرئيس ماكرون مهمة إيجاد رئيس وزراء خامس له منذ بدء ولايته الثانية في عام 2022. سيواجه رئيس الوزراء الجديد تحديًا هائلاً يتمثل في تشكيل حكومة جديدة وتأمين اتفاق ميزانية في برلمان منقسم بشدة. * الاحتجاجات والاضطرابات: استجابةً للأزمة السياسية وتدابير التقشف المقترحة، ظهرت حركة احتجاجية وطنية تُسمى “اقطعوا كل شيء”. خطط المتظاهرون لتعطيل خدمات النقل والتعليم وغيرها في جميع أنحاء البلاد.
يزداد الوضع السياسي في فرنسا تعقيدًا. تشير هزيمة حكومة بايرو إلى عجز متزايد لحزب الرئيس ماكرون عن الحكم بفعالية في ظل برلمان معلق. تواجه البلاد الآن فترة من عدم اليقين غير المسبوق، دون مسار واضح لمعالجة مشاكلها الاقتصادية. يعتقد المحللون أن الاضطرابات السياسية قد تستمر لفترة طويلة في المستقبل، مع استمرار الأحزاب اليمينية واليسارية المتطرفة في اكتساب القوة واستغلالها لعدم استقرار الحكومة.