الرياض، المملكة العربية السعودية – 30 سبتمبر 2025
تغيير جذري في صناعة الألعاب
أحدث استحواذ شركة على شركة ألعاب الفيديو العملاقة إلكترونيك آرتس (EA) صدمةً في قطاع الترفيه العالمي، حيث استحوذ تحالف بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي على الشركة في صفقةٍ مذهلة بقيمة 55 مليار دولار، مما يُمثل لحظةً محوريةً لكلٍ من صناعة الألعاب واستراتيجية التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية.
أعلنت إلكترونيك آرتس (EA)، عملاق ألعاب الفيديو الأمريكي، ومالكة سلاسل ألعابٍ ناجحة مثل Madden NFL وBattlefield وThe Sims، أمس عن إبرامها اتفاقيةً نهائيةً للاستحواذ عليها من قِبل تحالفٍ من المستثمرين في صفقةٍ نقديةٍ بالكامل تُقدر قيمتها بحوالي 55 مليار دولار. من المقرر أن تُحوّل هذه الصفقة شركة نشر الألعاب العريقة إلى شركة خاصة، منهيةً بذلك 36 عامًا من إدراجها في بورصة ناسداك.
يُمثل هذا الاستحواذ أكبر استثمار نقدي بالكامل في التاريخ، يُؤكّد على القيمة الاستراتيجية المُعطاة الآن للترفيه التفاعلي على نطاق عالمي.
أبرز النقاط في هذه الصفقة التاريخية
* تقييم قياسي: تُمثّل هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها 55 مليار دولار، أكبر عملية استحواذ بالرافعة المالية على الإطلاق في قطاع الألعاب، وتتجاوز الرقم القياسي السابق لعملية استحواذ على أسهم خاصة، وهو الاستحواذ على شركة المرافق العامة تكساس TXU عام 2007.
* الكونسورتيوم: يتألف مجموعة المستثمرين من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وشركة الأسهم الخاصة الكبرى “سيلفر ليك بارتنرز”، وشركة “أفينيتي بارتنرز”، وهي شركة استثمارية أسسها ويديرها جاريد كوشنر، المستشار السابق للبيت الأبيض.
* سعر السهم المميز: بموجب شروط الاتفاقية، سيحصل مساهمو EA على 210 دولارات أمريكية للسهم نقدًا. يمثل هذا علاوة كبيرة بنسبة 25% على سعر سهم EA غير المتأثر، والبالغ 168.32 دولارًا أمريكيًا عند إغلاق السوق في 25 سبتمبر 2025.
* هيكل التمويل: تُموّل الصفقة من خلال ما يقارب 36 مليار دولار أمريكي من أسهم أعضاء الكونسورتيوم، مع ترحيل صندوق الاستثمارات العامة حصته الحالية البالغة 9.9% في الشركة. أما المبلغ المتبقي والبالغ 20 مليار دولار أمريكي فهو تمويل بالدين من بنك جي بي مورغان تشيس.
* استمرارية العمليات: عند اكتمال الصفقة، سيتم شطب EA من البورصة، ولكن سيبقى مقرها الرئيسي في ريدوود سيتي، كاليفورنيا. كما سيواصل أندرو ويلسون منصبه كرئيس تنفيذي، حيث أشار الكونسورتيوم إلى هدفه المتمثل في دعم فريقه في تسريع الابتكار والنمو طويل الأجل.
الأساس الاستراتيجي وسياق الصناعة
تُعد هذه الخطوة أهم استثمار لصندوق الاستثمارات العامة السعودي حتى الآن، في إطار سعيه الحثيث نحو قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية. صندوق الاستثمارات العامة، الذي يمتلك بالفعل حصصًا أقلية في العديد من شركات الألعاب الكبرى الأخرى، ينظر إلى الاستحواذ على EA كركيزة أساسية في خطته لرؤية 2030 لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن عائدات النفط. وصرح الصندوق بأنه “أظهر التزامًا قويًا بهذه القطاعات، وستساعد هذه الشراكة في دفع عجلة نمو EA على المدى الطويل، مع تعزيز الابتكار في هذه الصناعة على نطاق عالمي”.
يأتي قرار تحويل EA إلى شركة خاصة بعد فترة من الاندماج المكثف في سوق ألعاب الفيديو، لا سيما استحواذ مايكروسوفت على منافستها Activision Blizzard عام 2023 مقابل ما يقرب من 69 مليار دولار. سيسمح تحويل الشركة إلى شركة خاصة لشركة EA بإعادة تنظيم عملياتها، والسعي وراء مشاريع طويلة الأجل، وإجراء تحولات استراتيجية دون الضغط الفوري المتمثل في تلبية توقعات السوق العامة المتقلبة أو أهداف الأرباح الفصلية.
الجدل والطريق إلى الأمام
على الرغم من العلاوة المالية الضخمة المقدمة للمساهمين، إلا أن الصفقة أثارت جدلًا واسعًا وأثارت تساؤلات حول التأثير طويل المدى على ثقافة ومحتوى عملاق الألعاب. أثارت مشاركة صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو صندوق ثروة سيادي، تدقيقًا من النقاد بشأن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، وخاصةً فيما يتعلق بحقوق مجتمع الميم، الأمر الذي قد يتعارض مع مجتمع لاعبي EA وموظفيها المتنوعين عالميًا. وقد وافق مجلس إدارة EA على الصفقة، لكنها لا تزال خاضعة لشروط الإغلاق المعتادة، بما في ذلك الموافقات التنظيمية اللازمة والتصويت النهائي لمساهمي EA. ومن المتوقع حاليًا إتمام الصفقة في الربع الأول من السنة المالية 2027. وفي حال إتمامها، ستُحدث عملية الاستحواذ تغييرًا جذريًا في المشهد التنافسي لصناعة الألعاب العالمية، مقدمةً منافسًا ضخمًا مدعومًا من القطاع الخاص لشركات التكنولوجيا الكبرى التي تتنافس حاليًا على الهيمنة على السوق.
