باريس – فرنسا – ٢٥ أغسطس/آب 2025
في لقاء دبلوماسي مباشر نادر، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بوفد إسرائيلي في باريس يوم الثلاثاء الماضى الموافق ٢٠ اغسطس وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ركزت المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة على تهدئة التوترات بين البلدين، اللذين كانا في حالة حرب رسمية لعقود، وإعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974.
يُعد هذا الاجتماع جزءًا من جهد دبلوماسي مستمر، بوساطة الولايات المتحدة، لتطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل. وجاءت محادثات باريس عقب اجتماع سابق عُقد في العاصمة الفرنسية الشهر الماضي وآخر في باكو، عاصمة أذربيجان، مما يُشير إلى جهد هادئ ولكنه دؤوب لإيجاد سبيل للاستقرار في منطقة تعاني من انقسامات عميقة.
عناوين من اجتماع باريس
* إعادة تفعيل وقف إطلاق النار لعام ١٩٧٤: ركزت المناقشات بشكل رئيسي على إعادة تفعيل اتفاقية فك الاشتباك لعام ١٩٧٤، التي نصت على إنشاء منطقة عازلة تحرسها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان. وقد تعرضت الاتفاقية لضغوط شديدة عقب الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر ٢٠٢٤، مما أدى إلى سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة.
* خفض التصعيد في جنوب سوريا: تناول الاجتماع تصاعد التوترات في جنوب سوريا، وخاصة في محافظة السويداء، حيث أدت الاشتباكات بين مختلف الجماعات المسلحة إلى غارات جوية إسرائيلية. ووفقًا لوكالة سانا، ركزت المحادثات على “خفض التصعيد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية”.
* لا تأكيد من إسرائيل: بينما أقر المسؤولون السوريون بمشاركتهم، لم يصدر أي تأكيد علني فوري من إسرائيل بشأن الاجتماع. تُعد هذه المحادثات مسألة حساسة، لا سيما في ظل التصعيد الأخير للصراع وانعدام التواصل المباشر على مر التاريخ.
سياق المحادثات
يأتي الاجتماع في وقت حرج يمر به الشرق الأوسط. فبعد الإطاحة بالأسد، تمر سوريا بمرحلة انتقالية هشة في ظل حكومة جديدة. وقد عززت القوات الإسرائيلية وجودها على طول الحدود، مبررةً ذلك بضرورة تأمين أراضيها ومنع القوى المعادية من ترسيخ وجودها.
أعربت الولايات المتحدة عن دعمها لأي جهود تُحقق “استقرارًا وسلامًا دائمين” بين إسرائيل وجيرانها. ورغم أن التبادلات الدبلوماسية الجارية لا تُفضي إلى اتفاق سلام نهائي، إلا أنها تُعتبر خطوة حيوية نحو إدارة المخاطر المباشرة ومنع نشوب صراع أوسع في منطقة مُتقلبة.
لا تزال الخطوات التالية للدولتين غير واضحة، لكن استمرار هذه المناقشات رفيعة المستوى، بوساطة أمريكية في مكان محايد مثل باريس، يُشير إلى اهتمام مشترك بمنع المزيد من المواجهات العسكرية وإيجاد سبيل للتعايش.