شرم الشيخ، مصر – ١٥ أكتوبر/تشرين الأول 2025
لم تُرسّخ قمة شرم الشيخ للسلام في مصر وقف إطلاق النار فحسب، بل وضعت أيضًا خطة طموحة لمستقبل غزة، حيث حوّلت التركيز من الصراع إلى تحقيق انتعاش اقتصادي وإنساني شامل. وقد أيّد القادة المشاركون في القمة، التي ترأسها الرئيسان ترامب والسيسي، البنود الاقتصادية لخطة السلام، والتي تشمل حملة إعادة إعمار بمليارات الدولارات وإنشاء منطقة اقتصادية خاصة لتحويل القطاع المدمر من “حطام إلى مصير”.

وفي معرض حديثه عن الأزمة الإنسانية الطاحنة، أكد الرئيس ترامب أن العديد من “الدول ذات الثروة والقوة الهائلة” قد خصصت أموالًا طائلة لإعادة إعمار غزة، حيث تجاوزت تقديرات الأضرار 30 مليار دولار. وأكد أن هذا الالتزام المالي بالغ الأهمية لضمان استقرار المنطقة على المدى الطويل. يضمن الاتفاق زيادةً في المساعدات الإنسانية، حيث تستعد الوكالات الدولية الآن لإرسال ما يصل إلى 600 شاحنة محملة بالغذاء والماء والإمدادات الطبية يوميًا. ويُعد الاتفاق على إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية – المياه والكهرباء والصرف الصحي – وترميم المستشفيات والمخابز المتضررة أمرًا بالغ الأهمية في هذا الجهد، وذلك لمكافحة المجاعة والأمراض التي عصفت بالسكان، ولا سيما عشرات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
اقتصاديًا، تسعى خطة السلام إلى ضمان الاستدامة المالية لـ”غزة الجديدة”. ومن أهم مبادئها إنشاء منطقة اقتصادية خاصة، مع تعريفة تفضيلية متفاوض عليها وأسعار وصول إلى الدول المشاركة. صُممت هذه الآلية لجذب الاستثمار الدولي وخلق اقتصاد مزدهر وفعال للقطاع، مما يمنح السكان الأمل في مستقبل قائم على الفرص لا على التبعية. ينص الاتفاق صراحةً على أنه لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، مما يشجع السكان على البقاء ويمنحهم فرصة بناء حياة أفضل، مدعومة بهذا الأساس الاقتصادي المتين. على صعيد الحكم، ينص الاتفاق على خطوات واضحة لضمان عدم انخراط حماس في مستقبل القطاع. ستُحكم غزة لجنة فلسطينية مؤقتة تكنوقراطية غير سياسية، مسؤولة عن تقديم الخدمات العامةستُشرف على هذه اللجنة في نهاية المطاف “هيئة السلام”، التي سيرأسها الرئيس ترامب. علاوة على ذلك، تُلزم الخطة بعملية مُوثّقة لنزع السلاح، تشمل عملية مُراقبة لتفكيك الأسلحة، مدعومة ببرنامج إعادة شراء مُموّل دوليًا. يُسلّط هذا النهج التدريجي للأمن والحوكمة والاقتصاد الضوء على استراتيجية شاملة تهدف إلى منع عودة ظهور الأسباب الجذرية للصراع، مُمثّلًا تحوّلًا حاسمًا في الاستراتيجية العالمية نحو بناء سلام استباقي في المنطقة. الهدف النهائي، بدعم من الضامنين، هو تحقيق مستقبلٍ لغزة لا يُشكّل تهديدًا لجيرانها، وضمان أن يُؤمّن هذا الاستثمار المالي والسياسي الضخم سلامًا دائمًا ودائمًا.

نقاط رئيسية
- صندوق إعادة إعمار ضخم: تعهّدت الدول الغنية بتقديم مساعدات مالية واسعة لتغطية تكلفة إعادة إعمار غزة المُقدّرة بـ 30 مليار دولار.
- منطقة اقتصادية خاصة مُخطّط لها: تتضمن اتفاقية السلام إنشاء منطقة اقتصادية خاصة جديدة في غزة لتعزيز الاستثمار وضمان الاستقرار المالي من خلال تعريفات جمركية مُفضّلة وإمكانية الوصول.
- صندوق إعادة إعمار ضخم: تعهدت الدول الغنية بتقديم مساعدات مالية واسعة لتغطية تكلفة إعادة إعمار غزة المُقدّرة بـ 30 مليار دولار.
- منطقة اقتصادية خاصة مُخطّط لها: تتضمن اتفاقية السلام إنشاء منطقة اقتصادية خاصة جديدة في غزة لتعزيز الاستثمار وضمان الاستقرار المالي من خلال تعريفات جمركية مُفضّلة وإمكانية الوصول.
- زيادة المساعدات الإنسانية: يضمن الاتفاق تدفقًا سريعًا ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، مع ما يصل إلى 600 شاحنة يوميًا لمكافحة المجاعة والأمراض وإعادة بناء البنية التحتية الحيوية.
- حوكمة تكنوقراطية جديدة: ستدير لجنة فلسطينية مؤقتة غير سياسية الخدمات العامة في غزة، مع استبعاد حماس صراحةً من أي دور مستقبلي في الحكم.
- آلية نزع السلاح: يحدد الاتفاق عملية نزع سلاح خاضعة للإشراف، بما في ذلك نزع الأسلحة وبرنامج إعادة شراء ممول دوليًا لضمان أمن غزة على المدى الطويل.
- لا تهجير قسري: يضمن الاتفاق صراحةً عدم إجبار أي من سكان غزة على مغادرة القطاع، مما يعزز الاستقرار والالتزام المحلي بالرؤية الاقتصادية الجديدة.