واشنطن العاصمة – 14 يوليو 2025 –
من المُقرر أن يكشف الرئيس دونالد ترامب عن خطة أكثر صرامة لتسليح أوكرانيا، مُشيرًا إلى تحوّل ملحوظ عن موقف إدارته السابق بشأن الصراع الدائر مع روسيا. وقد أثار الإعلان المُرتقب، والذي من المُتوقع أن يتضمن حزمة أسلحة جديدة ضخمة لكييف، جدلًا حادًا بين المراقبين الدوليين وصانعي السياسات.
تُشير مصادر مُقربة من البيت الأبيض إلى أن الحزمة ستشمل أسلحة هجومية وصواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي مُتطورة مثل بطاريات باتريوت. تأتي هذه الخطوة بعد فترة مما بدا أنه نهج أكثر تحفظًا تجاه المساعدات العسكرية، حيث أُفيد بتوقف بعض شحنات الأسلحة السابقة إلى أوكرانيا بسبب مخاوف من تضاؤل مخزونات الأسلحة الأمريكية.
تحول في الاستراتيجية
لأشهر، قاوم الرئيس ترامب إلى حد كبير الدعوات إلى تصعيد الصراع من خلال قصر الدعم الأمريكي بشكل أساسي على الأسلحة الدفاعية. مع ذلك، تشير التصريحات الأخيرة للرئيس وإدارته إلى تزايد الإحباط من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدخول في مفاوضات سلام جادة، واستمرار تصعيد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية.
صرح الرئيس ترامب للصحفيين يوم الأحد في قاعدة أندروز المشتركة: “سنرسل إليهم صواريخ باتريوت، وهم في أمسّ الحاجة إليها”، مشيرًا إلى نيته الواضحة في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية. كما ألمح إلى أن صفقة الأسلحة الجديدة ستكون “تجارية لنا”، حيث من المتوقع أن “يدفع لنا الحلفاء الأوروبيون ثمنها بالكامل”.
تهدف آلية التمويل المقترحة هذه، التي تشتري من خلالها الدول الأوروبية أسلحة أمريكية الصنع لنقلها إلى أوكرانيا، إلى تجديد إمدادات الدولة المحاصرة، مع تحقيق فائدة متبادلة لصناعة الدفاع الأمريكية. ومن المتوقع أن يلعب الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس ترامب اليوم، دورًا رئيسيًا في تسهيل هذه الترتيبات، حيث يُقال إن دولًا مثل ألمانيا وفنلندا وكندا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة والدنمارك من بين المشترين المحتملين. “السلام بالقوة” والنفوذ الدبلوماسي
يبدو أن هذا التحول في السياسة يتماشى مع مبدأ “السلام بالقوة” الذي أعلنه الرئيس ترامب، مما يشير إلى أن تسليح أوكرانيا بشكل أقوى يمكن أن يعزز فرص التوصل إلى تسوية تفاوضية. كما حدد الرئيس ترامب مهلة 50 يومًا لروسيا للموافقة على اتفاق سلام، مهددًا بفرض رسوم جمركية “لاذعة” بنسبة “100% تقريبًا” على شركاء روسيا التجاريين المتبقين في حال عدم التوصل إلى حل. تهدف هذه الخطوة إلى شل قدرة موسكو على مواصلة جهودها الحربية.

وقد قوبل القرار بردود فعل متباينة. فقد رحّب المسؤولون الأوكرانيون وحلفاؤهم بهذا الخبر ترحيبًا واسعًا، حيث صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن “السلام لا يمكن تحقيقه إلا بالقوة” عقب مناقشات مع المبعوث الأمريكي الخاص. كما شكر الرئيس ترامب على التزامه بدعم أوكرانيا.
مع ذلك، أعرب بعض النقاد عن قلقهم من أن تدفق الأسلحة الهجومية قد يؤدي إلى تصعيد الصراع، مما قد يجر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الحرب بشكل مباشر. سيراقب المجتمع الدولي عن كثب الآثار طويلة المدى لهذا التحول في السياسة وتأثيره على الاستقرار الإقليمي. وقد أطلق فرع التحقيق في حوادث الطيران (AAIB) تحقيقًا شاملاً في سبب تحطم الطائرة. ووصل إلى موقع الحادث يوم الأحد فريق متعدد التخصصات، يضم مفتشين ذوي خبرة في عمليات الطائرات، والعوامل البشرية، والهندسة، والبيانات المسجلة.