إثيوبيا تؤكد تفشي فيروس ماربورغ الفتاك، وهو مرض شبيه بالإيبولا

إثيوبيا تؤكد تفشي فيروس ماربورغ الفتاك، وهو مرض شبيه بالإيبولا

اديس ابابا – اثيوبيا – ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥

تواجه أديس أبابا، إثيوبيا، حالة طوارئ صحية عالمية جديدة ومثيرة للقلق، عقب تأكيد تفشي مرض فيروس ماربورغ الفتاك (MVD)، وهو مرض شديد العدوى يشبه الإيبولا.

حيث أقرت وزارة الصحة الاتحادية والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) هذا التأكيد نهاية هذا الأسبوع، حيث أفادتا بتسجيل تسع حالات على الأقل في منطقة جنوب إثيوبيا، بالقرب من الحدود مع جنوب السودان.

يُمثل هذا أول تفشٍّ لمرض فيروس ماربورغ الفتاك في البلاد، وقد دفع إلى بذل جهود عاجلة وعالية المستوى لاحتوائه نظرًا لمعدل الوفيات المدمر لهذا المرض، والذي قد يصل إلى ٨٨٪ في حالات التفشي السابقة.

جاء هذا التأكيد بعد أن أبلغت السلطات الصحية في بلدة جينكا، في المنطقة الجنوبية، عن مجموعة من المرضى تظهر عليهم أعراض تشبه أعراض الحمى النزفية الفيروسية (VHF).

أكدت الفحوصات المخبرية التي أجراها المعهد الإثيوبي للصحة العامة (EPHI) بسرعة وجود فيروس ماربورغ، الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الخيطية – وهي نفس عائلة فيروس الإيبولا.

أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بالحكومة الإثيوبية لاستجابتها السريعة والشفافة، التي أتاحت التأكيد المبكر والتفعيل الفوري لبروتوكولات الاحتواء الوطنية والدولية.

الفيروس القاتل

يُعتبر مرض فيروس ماربورغ أحد أخطر مسببات الأمراض المعروفة. وهو حمى نزفية فيروسية حادة وشديدة، تبدأ أعراضها فجأة، بما في ذلك ارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد وآلام عضلية.

مع تطور المرض، يُصاب العديد من المرضى بمشاكل معوية حادة، يتبعها نزيف داخلي وخارجي حاد، وفشل في وظائف الأعضاء، وصدمة. تحدث الوفاة، إن حدثت، عادةً بعد حوالي 8 إلى 9 أيام من ظهور الأعراض، وغالبًا ما يسبقها فقدان دم شديد.

ينتقل الفيروس إلى البشر من خفافيش الفاكهة – وتحديدًا من نوع Rousettus aegyptiacus – وينتشر بين الناس من خلال الاتصال المباشر والوثيق بسوائل أجسام المصابين أو الأسطح والمواد الملوثة.

يعني مسار انتقال العدوى من شخص لآخر أن العاملين في مجال الرعاية الصحية وأفراد أسر المرضى هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة.

على الرغم من تشابه كل من فيروس ماربورغ والإيبولا إلى حد كبير في الأعراض السريرية وشدتها، إلا أنه لا توجد حاليًا لقاحات معتمدة أو علاجات مضادة للفيروسات محددة لفيروس ماربورغ، مما يحصر رعاية المرضى في تدابير داعمة مثل إعادة الجفاف، وإدارة الإلكتروليتات، وعلاج الأعراض.

جهود الاحتواء والمخاطر الإقليمية

عززت السلطات الصحية الإثيوبية استجابتها على الفور، مع التركيز على منطقة جينكا المتضررة في منطقة أومو. ووُضع جميع المصابين في عزلة ويتلقون العلاج الطبي.

تشمل جهود الاستجابة تدابير صارمة، بما في ذلك:

متابعة للحالات الحرجة و المخالطين لهم

تعمل الفرق على مدار الساعة لتتبع ومراقبة أي شخص ربما يكون قد تعرض للحالات المؤكدة.

تعزيز المراقبة:

يجري حاليًا إجراء فحص على مستوى المجتمع للكشف عن الحالات الجديدة وعزلها مبكرًا.

الوقاية من العدوى:

تم توفير الإمدادات والمعدات الطبية، بما في ذلك معدات الوقاية الشخصية، لتعزيز قدرات الرعاية السريرية.

المشاركة المجتمعية:

يتم إطلاق حملات توعية عامة واسعة النطاق لتثقيف الجمهور حول الأعراض وطرق انتقال العدوى وضرورة طلب المساعدة الطبية الفورية.

أعرب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا عن قلقه البالغ إزاء موقع تفشي المرض في منطقة حدودية مع جنوب السودان، وهي دولة تشتهر بهشاشة نظامها الصحي.

يُظهر التحليل الجيني للسلالة المكتشفة أوجه تشابه مع تلك التي تم تحديدها سابقًا في دول أخرى في شرق أفريقيا، مما يشير إلى وجود مستودع فيروسي إقليمي مشترك، ومن المرجح أن يكون خفافيش الفاكهة التي تحمل الفيروس. يتعاون الشركاء الدوليون، بمن فيهم منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمن الصحي البريطانية، مع المعهد الإثيوبي للصحة العامة (EPHI) لتعزيز قدرات المراقبة الجينومية والتشخيصية لإدارة الأزمة واحتوائها قبل أن تنتشر عبر الحدود.

نقاط الخبر

اعلان تفشي المرض

أكدت إثيوبيا أول تفشٍّ لها على الإطلاق لمرض فيروس ماربورغ الفتاك (MVD)، وهو مرضٌ شبيهٌ بالإيبولا، في منطقتها الجنوبية.

أكد المختبر المرجعي الوطني تسع حالات على الأقل في التفشي الذي أصاب بلدة جينكا.

معدل الوفيات:

يُعد مرض فيروس ماربورغ شديد الخطورة، حيث وصلت معدلات الوفيات في حالات التفشي السابقة إلى 88%. لا يوجد لقاح مرخص أو علاج محدد متاح.

انتشار العدوى و الإصابة بالمرض:

ينتقل الفيروس إلى البشر من خفافيش الفاكهة، وينتشر عن طريق الاتصال المباشر بسوائل الجسم للأشخاص المصابين.

بدء احتواء المرض:

فعّلت السلطات الإثيوبية، بدعم من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا ومنظمة الصحة العالمية، استجابةً عاجلةً، تشمل العزل، وتتبع المخالطين، وتعزيز المراقبة.