أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً طفيفاً في السوق المحلي المصري وسط تزايد الطلب على الادخار
لندن، المملكة المتحدة – 6 ديسمبر 2025
أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً طفيفاً في السوق المحلي المصري وسط تزايد الطلب على الادخار
شهد السوق المحلي المصري ارتفاعاً طفيفاً في أسعار الذهب خلال التعاملات الأخيرة، مواكباً التقلبات التي طرأت على المعدن الأصفر عالمياً، لكنه مدفوعاً بشكل رئيسي بزيادة الطلب الداخلي على الادخار في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والإقليمي.
ويؤكد هذا الارتفاع المستمر، وإن كان طفيفاً، مكانة الذهب كـ “ملاذ آمن” مفضل للمواطنين المصريين، الذين يسعون لحماية مدخراتهم من التضخم المتآكل وتذبذب العملات الأجنبية.
وقد سجل غرام الذهب من عيار 21، وهو العيار الأكثر تداولاً في مصر، سعراً جديداً يعكس ثقة المستهلكين والمستثمرين الصغار في قيمته التخزينية.
يُعد السوق المحلي المصري للذهب فريداً في المنطقة، إذ لا يتأثر فقط بالعوامل العالمية (مثل قرارات الفيدرالي الأمريكي وعوائد سندات الخزانة)، بل يتأثر بشدة بالديناميكيات الداخلية، وأبرزها سعر الصرف غير الرسمي.
ورغم أن أسعار الذهب العالمية لم تحقق قفزات كبيرة في الفترة الأخيرة، إلا أن التوقعات بزيادة الطلب على الدولار في مصر للحصول على واردات السلع الأساسية، يترجم فوراً إلى زيادة في الطلب المحلي على الذهب كأداة تحوط.
ويشير محللون ماليون إلى أن تزايد الوعي بضرورة الحفاظ على القيمة الشرائية للمدخرات هو ما يدفع بالطلب إلى أعلى، مما يجعل الذهب ملاذاً آمناً يتوهج محلياً.
وقد لعبت القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة بإلغاء الرسوم الجمركية على الذهب الوارد مع المسافرين دوراً في تلبية جزء من هذا الطلب، لكنها لم تمنع الارتفاع المستمر الذي يعكس اتجاهات الادخار طويلة الأجل.
وتعتبر الحكومة المصرية أن الحفاظ على استقرار أسعار الذهب في السوق المحلي أمر بالغ الأهمية، حيث يمثل مقياساً لثقة الجمهور في الاقتصاد الوطني.
وفي هذا السياق، شهدت محال الصاغة إقبالاً ملحوظاً على شراء السبائك الذهبية الصغيرة والجنيهات الذهبية، مما يؤكد أن غالبية التعاملات في الوقت الراهن هي تعاملات ادخارية وليست استهلاكية.
وفي ظل حالة عدم اليقين التي تفرضها الأوضاع الجيوسياسية الإقليمية، لا يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته كمخزن للقيمة.
ومن المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في مصر في التداول ضمن نطاق مرتفع نسبياً، طالما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة لتوحيد سعر الصرف والقضاء على السوق غير الرسمي للعملات الأجنبية.
إن السوق المحلي المصري للذهب بهذا الارتفاع الطفيف يعكس بوضوح رغبة ملايين الأفراد في حماية مدخراتهم من التآكل، مما يرسخ دوره كأحد أهم المؤشرات على الحالة النفسية والمالية للمواطنين.
النقاط البارزة في التقرير:
الارتفاع الطفيف:
أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً طفيفاً في السوق المحلي المصري، مدفوعاً بزيادة الطلب الداخلي على الادخار.
الذهب كملاذ:
الذهب يحافظ على مكانته كـ “ملاذ آمن” رئيسي للمواطنين في مصر لحماية مدخراتهم من التضخم وتقلبات سعر الصرف.
الديناميكية الداخلية:
السوق المصري يتأثر بشكل أساسي بالتوقعات المتعلقة بسعر الصرف غير الرسمي، أكثر من تأثره بالتحركات العالمية.
الطلب الادخاري:
إقبال ملحوظ في محال الصاغة على شراء السبائك والجنيهات الذهبية، مما يؤكد أن الطلب الحالي هو في غالبيته ادخاري.
الاستقرار المستقبلي:
استقرار أسعار الذهب يتوقف على مدى نجاح الحكومة في توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق غير الرسمي للعملات الأجنبية.
