
-
نشر بتاريخ: 13 كانون1/ديسمبر 2021

رحلة الى سيناء ….
الكاتب / رجب مختار رشاد
ركبت الاتوبيس حيث يتواجد عملى فى سيناء الحبيبة كان معى بعض الزملاء وكانت هذه اول مرة اخرج الى مأموريه خاصه نزلت من الاتوبيس عند غروب الشمس وكان علينا ان نمشــى على احد المدقات لبضع الكيلو مترات واذا بى قد تأخرت على المدق وقد خرجت على الطريق عندما رأيت بعض النباتات فى الوادى القريب وعند رجوعى الى الطريق واذا بى قد سقط حذائى بين قطعه من الصاج لان الرمال قد غرزت قدمى تحتها اخرجت قدمى ودون ان ادرى قمت برفع الصاج وكانت المفاجئه اذ بها مقبره لثلاث جنود كأنهم نائمون مبتسمون نظرت الى ملابسهم العسكريه يا سيدى لم يصيبها الدهر والوجه كالنور والاسنان مبتسمه والايدى الى جانبهم كأنهم فى طابور الصباح نعم يا سيدى والغريب ان رائحه المسك تفوح منهم لم يأتنى الخوف ولكن أتانى صمت غريب لم اعهده من قبل نعم يا سيدى لم اعهده من قبل وحينها تذكرت عمى محمد الذى كان يحكى لنا عن انتصارات السادس من اكتوبر حيث كان البطل مجندا فى هذه الحرب قال لى ان من اهم عناصر النصر فى هذه الحرب كانت الاراده والصبر والتدريب كانت القياده هى كلمه السر حيث حافظوا على يوم المعركه فكان النصر حليفنا فسقط بطل من ورق كان يتوهم النصر فى صحف العالم فى مقوله خط برليف الساتر المنيع فانهار خط برليف وهزموا على يد الجيش المصرى البطل اشد هزيمه والله اكبر فكانت وحدتنا فجاء النصر وتم رفع العلم على الضفه الشرقيه بفضل ابنائها الابطال ومنهم الشهداء ضباطا وجنودا وشعب مصر الاوفياء اللذين قدموا ابنائهم فداء لهذا الوطن (مصر) وجميع الامه العربيه كانوا لنا فى هذا النصرشركاء فى السادس من اكتوبر العاشر من رمضان 1973 يوم يا بنى استعدنا الارض بفضل اراده وطن اسمه مصر وفى لحظات رجعت ورفعت لوح الصاج بكل قوتى وحيث كان فوق باب المقبره ووضعت بعض الرمال والاحجار فوقها ورجعت الى الطريق مره ثانيه ويبدو ان زملائى قد نسونى وعلى الرحيل لبضع الكيلو مترات وحيدا فكرت ان الحق بهم دون جدوى رايت صوت اقدام من خلفى وكانت الشمس قد غابت والظلام قد حل حاولت التاخير لكى يكون لى ونيس فى الطريق وعندما اقتربت الاقدام اقتربت منها رايت الكاب والزى العسكرى وقد حل ضوء القمر القيت السلام عليهم لكنهم كانوا صامدون نعم يا سيدى كانوا صامدون وقد سبقونى فى هذه اللحظه بعض الخطاب قررت الكلام مره تلو الاخرى ولكن دون جدوى حاولت اخراج المصباح حتى اداعبهم لكننى ظننت ان اكون تركت عند مقبره الشهداء اقتربت من مكان عملى ورايت انار تلوح لى كانوا هؤلاء الجنود كانهم فى طابور الصباح كان ظنى انهم ذاهبون الى المعسكر فى هذا المكان لكننى تذكرت انه لا يوجد فى المكان معسكرات وفى لحظه اقتربوا منى ومثلما سبقونى فى المره الاولى تاخروا فى لحظات ووقفوا ونظروا الى صامدون لا يتكلمون كانوا مبتسمين راجعت ذاكرتى كأنهم يا سيدى هم هؤلاء شهداء هذه المقبره تركونى ورجعوا من خلفى بعد ان دخلت الى مكان عملى لم اقص أى شىء الى زملائى ظننت ان الحكايه قد انتهت دخلت الى مكان نومى وعندما نمت وتعمقت فى النوم من هذا لمشوار اذا بهؤلاء الجنود يردون السلام نحن الصامدون نرد السلام
وقد تلى احدهم قول الله عز وجل (بسم الله الرحمن الرحيم )
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) وقال الشهيد الثانى قد رويت هذه الارض من دمائى وعليكم ان تزرعوا الاشجار وتحافظوا على هذه الارض الغاليه وقد انتصرنا على الاعداء وعليكم ان تحافظوا عليه بالعلم والعمل وقال الشهيد الثالث اوصيكم الاراده الاراده الاراده لانها تبنى الاوطان ارض الفيروز والكنوز امامكم فعليكم ان تسعوا لتعميرها يا شباب هذا الوطن فكروا لوطنكم مصر ولسيناء الغاليه نحن انتصرنا على الاعداء وعليكم الان ان تنتصروا بعلمكم على الغزاه الجدد الذين يردون ان يشقوا صفوف هذا الوطن كانت رسائل قصيره تذكرتها فى الصباح وقد تعلقت فى صدرى وفى قلبى هذه الكلمات وارادت ان ارد بعض الجميل لهذا الوطن .
( مصر الغاليه ) حما الله مصرجيشا وشعبا ......
الأكثر مشاهدة
- بالترتيب
- بالعنوان
- الأكثر شهرة
Who's Online
113 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة