-
نشر بتاريخ: 20 آذار/مارس 2021
تحرير ... مهندس إبراهيم تركى
بدأت مشكلة طابا في مارس عام ١٩٨٢م ، حين نشب الخلاف بين مصر وإسرائيل حول بعض النقاط الحدودية ، وخاصة علامة الحدود رقم ٩١ ، وكان قراري واضحاً أنه لا تفريط في حبة رمل واحدة من تراب أرضنا الغالية ، وبناء على ذلك كان إصرار مصر على حتمية اللجوء إلى التحكيم الدولي والشرعية الدولية لإستكمال كامل أراضيها ..
واجهت مصر بكل الحكمة كل المراوغات التي حاول الجانب الإسرائيلي اللجوء إليها ، إلى أن أعلنت إسرائيل قبولها لإرادة مصر في التمسك باللجوء الى التحكيم الدولي ، وبعد سبع سنوات من الجهاد المضني جاء الانتصار في معركة مصر السياسية و الدبلوماسية .
في التاسع عشر من مارس عام ١٩٨٩م ، تُوِجَ إنتصار جيشنا الباسل في معركة الكرامة ، أكتوبر ١٩٧٣م "معركة العبور"بإنتصار جديد للمفاوض المصري و الدبلوماسية المصرية و الكفاءات القانونية و التاريخية و الجغرافية التي نجحت في تقديم البراهين و الدلائل على حقوق مصر التاريخية في هذه القطعة الغالية من أرضها " طابا المصرية " في ملحمة سياسية تاريخية أعتز و أشرف بها ..
لحظات مليئة بمشاعر العزة و الفخر عشتها و أنا أرفع علم بلادي على أرض طابا مُستلهمًا كل ذكريات السنين منذ أن رأيت بعيني طائرتي القاذفة وهي تُدَمر على الأرض في الخامس من يونيو ١٩٦٧م ، إلى لحظة العبور في ٦ أكتوبر ١٩٧٣م ، والضربة الجوية المصرية بما حفرته في ذاكرتي من مشاعر الفخر و فرحة الإنتصار ، إلى لحظة رفع العلم المصري على أرض سيناء الى الساعات و الأيام و الليالي المضنية التي عشتها مهموماً بحقوق بلادى أن تسترد كامل أراضيها ..
عشت كل هذه المشاعر الفياضة و أنا أرفع العلم على أرض طابا وحمدًا لله أنني شَرُفت بهذا الإنتصار لكرامة بلادي و جيشها الباسل وشعبها الأبي ...
أسترجع التاريخ و أنا أطِل من شرفتي على ضفاف نيلها الخالد و أحمد الله أنني أديت الأمانة ولم أُفَرِط فى حقوق بلادي ومصالح وطني وعزة مصر ، التي شَرُفت برئاستها على مدى ثلاثة عقود وأترك التاريخ يحكم على ما قدمته للوطن ، لأنها تذكرة لأجيال لم تعاصر هذه اللحظات و الأيام المجيدة من تاريخ مصر ، أيام انتصرت فيها مصر حرباً وسلاماً ، أيام ستبقى في ذاكرة التاريخ حتى وإن رحل كل من قدموا كل غالً ونفيس من أجل أن تُكتب بأحرف من نور في تاريخ مصر .
الأكثر مشاهدة
Who's Online
262 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة