
-
نشر بتاريخ: 23 شباط/فبراير 2021

بعد إنكسار الجيش العثماني في نصيبين وفرار من تبقى منه وهم يجرون أذيال الهزيمة المنكرة من الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ، تركوا ورائهم حوالي ١٦٦ مدفعًا و٢٢٠٠٠ بندقية وتشوينات هائلة من الذخائر والمؤن .
كان النصر الحاسم الذي حالف الجيش المصري في تلك المعركة المشهودة مدويًا ، فلقد جعل الطريق إلى الآستانة مفتوحًا على مصراعيه أمام محمد علي باشا ، مما أثار الإنزعاج الشديد لدى القوى الأوروبية الكبرى في ذلك الوقت ، لأنهم فوجئوا بتأييد قطاعات واسعة من شعوب السلطنة العثمانية لمحمد علي باشا ، بإعتباره الأقدر على إنقاذ السلطنة العثمانية من التفكك والسقوط .
ومما زاد من إنزعاجهم قيام قائد الأسطول العثماني أحمد باشا فوزى ، بتسليم أسطول السلطنة العثمانية لمحمد علي باشا بالإسكندرية في يوليو ١٨٣٩ .
كان انتصار الجيش المصرى فى نصيبين عاملا حاسما فى تحرك الدول الكبرى ، فإجتمعت كلمة تلك الدول ، وقدم سفراؤها مذكرة إلى الباب العالي في ٢٧ يوليو سنة ١٨٣٩ يطلبون إليه ألا يُبرِم أمرًا في الشأن المصري ، إلابعد إطلاعهم وموافقتهم عليه .
أجرت بريطانيا مفاوضات مع روسيا والنمسا وبروسيا انتهت بعقد معاهدة لندن فى ١٥ يوليو ١٨٤٠ بين الدولة العثمانية و ٤ دول أوروبية ، هي :
بريطانيا ، روسيا ، بروسيا ، النمسا ، وهي عبارة عن معاهدة حلف دفاعي ضد محمد علي باشا ، ثم انضمت فرنسا سنة ١٨٤١ إلى المعاهدة .
بذلك أصبحت المضائق العثمانية تحت تصرف جيوش هذه الدول وتزايدت حدة التدخل الأجنبي ، فتراجعت سيادة السلطنة العثمانية على ما كانت تُسَمى ممتلكاتها .
تلك الحقبة من الزمن كانت بداية ظهور النفوذ الأوروبي في المجتمع المصري بصدور فرماني فبراير ويونيو ١٨٤١ م بما يلي :
١ - يتلقى والي مصر فرمان الولاية من السلطان العثماني .
٢ - تلتزم مصر بالإتفاقيات الدولية الموقعة مع السلطان العثماني .
٣ - تُضرَب النقود وتُجمَع الضرائب بإسم السلطان العثماني .
٤ - يقوم والي مصر بإرسال ربع الميري المصري ( الإيرادات) للسلطان العثماني .
٥ - لا يزيد عدد أفراد الجيش المصري عن ١٨٠٠٠ جندي .
٦ - لا تقوم مصر ببناء سفناً حربية إلا بأمر من السلطان العثماني .
وبذلك عادت مصر ولاية تابعة للسلطنة العثمانية حتى تولية الخديوي إسماعيل .
أثناء ذلك إشتد النزاع بين مختلف الطوائف المسيحية في فلسطين بين الأورثوذوكس و الكاثوليك حيث طالب كل منهم في أحقيته بحراسة ورعاية الأماكن المسيحية المقدسة بأرض فلسطين ككنيسة المهد ببيت لحم ، وقفت روسيا في هذا النزاع إلى جانب الأورثوذوكس و وقفت فرنسا إلى جانب الكاثوليك ، وتمكنت فرنسا من إقناع السلطان العثماني بمنح الكاثوليك حق رعاية وحراسة الأماكن المقدسة ، مما أثار سخط روسيا و التي طالبت السلطان العثماني بمطلبين :
١- حل مشكلة الأماكن المقدسة بما يوافق حقوق و مصالح الأورثوذوكس .
٢ - حق روسيا في التدخل من أجل حماية الرعايا الأورثوذوكس في أرجاء السلطنة العثمانية .
رفض السلطان العثماني المطلبين جملة وتفصيلًا ، بل وإعتبرهما إهانة للدولة العثمانية ، فأعلنت روسيا الحرب عام ١٨٥٣م ، على الدولة العثمانية ، فكانت بداية حرب القرم
الأكثر مشاهدة
- بالترتيب
- بالعنوان
- الأكثر شهرة
Who's Online
226 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع