-
نشر بتاريخ: 11 كانون2/يناير 2021
ان تاريخ وأمجاد الأوطان المتمثلة في الكلمة التي يجتمع حولها جميع أبناء الشعب الواحد علي اختلاف طوائفهم وانتمائاتهم السياسية أو الفكرية، الكلمة التي تجع الجميع صف واحد، النشيد الوطني
الذي بات رمز يعبر عن تاريخ وأمجاد الأمم، وفي لقائنا الثاني نلتقي بالنشيد النشيد الوطني الفرنسي أو لامارسييز La Marseillaise لنعرف سويًا تاريخ وحكاية تأليفه والظروف التي أدت إلي اعتباره النشيد الوطني الرسمي للجمهورية الفرنسية.
أعلنت فرنسا الحرب على بروسيا والنمسا في 20 أبريل 1792م فيما عرف باسم " حرب التحالف الأول " التي استمرت منذ عام 1792م وحتى عام 1797م، بعد أن اجتمعت عدة قوي أوروبية لشن هجوم شامل علي فرنسا إذ طمعت كل منها في الاستيلاء على جزء مختلف من أراضي المملكة الفرنسية.
بدأت حكاية " لامارسييز " مع أحد الضباط الفرنسيين المدعو " كلود جوزيف روجيه دي ليسلي Claude Joseph Rouget de Lisle " الذي يؤدي خدمته العسكرية من أجل جيش الراين في ستراسبورغ، بعد إعلان فرنسا الحرب في النمسا. ويبدو أن دي ليسلي كان هاويًا للفن والموسيقي والعزف علي آلة الكمان، ودومًا ما كان يجد ذلك الفنان الكثير من العبارت والجمل والملصقات في كل الشوارع التي كتبها الثائرين فوق جدران المدينة، وهنا جاءه الإلهام وكتب دي ليسلي السطور الستة الأولى من النشيد في عام 1795م، واختار له اسم " نشيد قتال جيش الراين ".
اعتبرت كلمات دي ليسلي كلمات حماسية تشجع الجنود وتشد من أزرهم علي استمرار القتال والتمسك بموقفهم، خاصة وأن فرنسا في تلك الفترة كانت تمر بمرحلة حرجة علي الصعيد الداخلي والخارجي، بدءًا من ثورة الشعب ضد الملكية واستبدادها المطلق، وسعيهم خلف الحرية وإقامة دولة علمانية محررة أيضًا من استبداد الكنسية وسلطتها المطلقة هي ورجالها.
كان لهذا النشيد صدى عظيم في نفوس الجنود في ستراسبورغ استغله الجنرال فرنسوا ميرور François Mireur، لتنظيم مسيرات المتطوعون للإنضمام إليهم للقتال، للمتطوعين للقتال، وغير ميرور الاسم الأصلي الذي اختاره دي ليسلي وأعطاه اسم جديد "نشيد قتال جيوش الحدود".
أما عن الأشهر والباقي حتي الآن للنشيد الوطني الفرنسي هو لامارسييز فقد تم اختياره بعد أن تمكنت الحشود التي تم جمعها في ستراسبورغ من التحرك غربًا نحو مرسيليا، فقد مثل بالنسبة لجموع الشعب الفرنسي شعار ونشيد الوحدة الوطنية التي تمكنت من جمع العشب مرة أخري.
وقد اعتمد هذا النشيد كنشيد وطني في عام 1830م في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة ( 1870 - 1940م )، احتفالًا بمرور 100 عام علي قيام الثورة الفرنسية. ولكن في أثناء قيام الحرب العالمية الثانية ( 1939 - 1945م ) أجريت بعض التعديلات الطفيفة فيه على يد هكتور برليوز وأعتمد نشيد وطني في شكله الحالي في سبعينيات القرن العشرين.
وفيما يلي ترجمة عربية لنص النشيد الفرنسي ..
انهضوا يا أبناء الوطن
فقد دقت ساعة المجد
بعد أن رُفعت في وجهنا
رايات الاستبداد المدممة
هل تسمعون في جميع أصقاعنا
عواء هؤلاء الجنود الهمجيين؟
الذين يأتون حتى أسرّتنا
لذبح أبنائنا ونسائنا
إلى السلاح، أيها المواطنون
شكّلوا صفوفكم
فلنزحف .. فلنزحف
وليتشبّع تراب أرضنا من دمائهم القذرة
ماذا يريد هذا الحشد من العبيد
من الخونة، ومن الملوك المتآمرين؟
لمن هذه السلاسل الحقيرة
وهذه الأغلال المجهزة منذ زمن؟
أللفرنسيين، لنا؟ آه! يالها من مهانة
ويا للاختلاجات التي ستستدعي
أنحن من يُفكَّر بإرجاعهم
إلى العبودية التي نسيناها؟
ماذا؟ أسنترك الجحافل الغريبة
تملي علينا إرادتها في بيوتنا
ماذا؟ أسنترك هذه المجموعات المرتزقة
يقتلون محاربينا الأبِيّاء؟
بالله! أنطأطئ جباهنا
إن وضعتنا الأيادي المغللة تحت النير؟
أويصبح الطغاة السفلة
أسياد مصيرنا؟
ارتعدوا، أيها المستبدون والأخزياء
وكل من تُعقد له الحواجب،
ارتعدوا! فمشاريعكم القاتلة
ستجد أخيراً جزاءها
فكلنا جنود في حربنا ضدكم
إذا سقط أبطالنا الشباب
ستحمل لنا الأرض شباناً آخرين
مستعدين للاستمرار في قتالكم
الفرنسيون، هم المحاربون الشهماء
إحمل أو إمنع ضرباتك
أنقذ هؤلاء الضحايا الحزينين
لأنهم قد يأسفون لحمل السلاح ضدّنا
لكن ليس هؤلاء الطغاة الداميين
هؤلاء متواطئين بويلٍ
كلّ هذه النمور القاسية
ستمزّق العدو خارج صدور أمهاتهم
الحبّ الوطني المقدّس
يتقدّم ويدعم أسلحتنا الانتقامية
الحريّة، الحريّة العزيزة
قاومي أيتها الحرية مع مدافعيك
تحت أعلامنا، سنكافئ بالنصر
عجلي أيتها الحرية بزئيركِ الرجالي
لي يكون أعدائكِ, في أنفاسهم الأخيرة
إشهدي علي نصرنا ومجدنا
نحن سندخل ميدان المعركة
عندما لن يكون شيوخنا هناك
هناك سوف نجد غبارهم
وعلامة امتيازهم
لن يمنعنا حزننا على غبارهم
من الاشتراك في توابيتهم
سيكون عندنا الفخر الرفيع
للانتقام لهم أو لإتباعهم ..
الأكثر مشاهدة
Who's Online
327 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة