-
نشر بتاريخ: 24 تشرين1/أكتوير 2020
مسلة الأقصر هي مسلة مصرية مرتفعة بطول 23 متر تقف في منتصف ساحة الكونكورد في باريس، فرنسا. كانت المسلة تقع أصلا عند مدخل معبد الأقصر، في مصر. تم تصنيف المسلة كمعلم تاريخي في عام 1936م.
تعود مسلة الأقصر إلى عهد الملك رعمسيس الثاني، أشهر ملوك الأسرة 19، الذي أمر ببناء مسلتين أمام معبد الأقصر تخليدا لانتصاراته في حملات عسكرية حمت أرض مصر من اعتداءات أجنبية واستباحة ممتلكاتها.
واختلف علماء تاريخ مصر القديم في تحديد الدلالة الدينية لبناء هذه الكتل الحجرية ذات الأضلاع الأربعة والقمة الهرمية، "هُريم"، والتي تقام فوق قاعدة يُسجل عليها نص تذكاري للملك والإله الذي كرست من أجله.
واتفق البعض على أنها ترمز لهبوط أشعة الشمس من السماء ممثلة في شكل الهُريم، في حين يرى آخرون أن الهُريم يلعب نفس دور الهرم كرمز "للتل الأزلي" الذي بدأت عليه عملية خلق الكون، بحسب العقيدة الدينية في مصر القديمة.
إزداد الاهتمام بآثار مصر فاستخدمها محمد علي والي مصر (1805-1848) أداة سياسية تخدم مصالحه، مغتنما صراع الدولتين العظميين وقتها، إنجلترا وفرنسا، على مسلتي في الإسكندرية وأهدى المسلتين لهما مقابل مساندتهما وتقوية موقفه السياسي أمام السلطان العثماني.
شيدت فرنسا لنقل المسلة إلي باريس سفينة مستوية القاع تستطيع السفر في مياه البحار والأنهار، تفاديا لتعدد نقل المسلة من سفينة لأخرى وأطلقت عليها اسم "الأقصر"، غادرت ميناء تولون في 15 أبريل عام 1831م، وعلى متنها طاقم من 150 شخصا من حرف مختلفة، جميعهم تحت قيادة المهندس "أبوللينير لوبا".
وصل الطاقم إلى الأقصر يوم 14 أغسطس، وبدأ العمل ثم توقف بسبب وباء الكوليرا الذي أصاب 15 فرنسيا، وتسبب في وفاة 128 مصريا، وبعده أن انتهي الوباء وعاد العمل علي نقل المسلة مرة أخري، ولزم الأمر التفاوض مع الأهالي لشراء بيوتهم وهدمها من أجل إفساح الطريق ونقل المسلة على قضبان من الخشب بمساعدة 400 عامل مستأجرين إلى أن وضعت المسلة على ظهر السفينة في نهاية ديسمبر.
واجهت السفينة بعد إبحارها صعوبات واضطرت إلى الرسو من جديد في مدينة رشيد بسبب عدم قدرتها على اجتياز مياه النيل إلى البحر المتوسط، فاستعانت بواحدة من أوائل السفن البخارية الفرنسية في العصر واسمها "أبو الهول" وقطرت "الأقصر" وسط بحر مضطرب لمدة يومين هدد السفينة بالغرق وهلاك الطاقم والمسلة في قاع البحر.
وصلت السفينة إلى ميناء تولون يوم 10 مايو 1833م، وعبرت مصب نهر السين ووصلت إلى باريس في 23 ديسمبر بعد رحلة شاقة. وبعد ثلاث سنوات، في 25 أكتوبر 1836م، تم نقلها إلى منتصف ميدان الكونكورد من قبل الملك لويس فيليب. أعطيت إلى فرنسا من قبل محمد علي باشا، حاكم مصر.
عمود المسلة من الجرانيت الأصفر، يرتفع 23 مترا، بما في ذلك قاعدتها، وتزن أكثر من 250 طن متري (280 طن صغير). وهي مزينة بالهيروغليفية تعود إلي عهد الملك رمسيس الثاني.
اقترحت عالمة دراسات تاريخ مصر القديم "كرستيان ديروش-نوبلكور"، في سبعينيات القرن الماضي كما ذكرت في دراستها "تحت أعين الآلهة"، وضع هُريم ذهبي فوق قمة المسلة، وحدث سجال بين مؤيد ومعارض لسنوات، حتى جددت نوبلكور مطلبها عام 1998 في عهد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمناسبة الاحتفال بمرور مائتي عام على حملة بونابرت في مصر، وقالت إن فكرتها "سوف تحافظ على المسلة وتعطيها شكلا جماليا ورمزيا".
واغتنمت نوبلكور، حسبما قالت في دراستها، فرصة زيارة الرئيس المصري السابق حسني مبارك لباريس كمناسبة لوضع الهريم الذهبي، وقالت :"كنت واثقة أن الهريم إذا لم يوضع في هذه المناسبة، فلن يحدث ذلك أبدا، لذلك كتبت إلى الرئيس شيراك".
يخلد ذكر الملك رعمسيس الثاني إلى الأبد في نصوص "مقدسة" باللغة المصرية القديمة وتردد له تراتيل النصر على أوجه المسلة الأربعة:
"ملك مصر العليا وملك مصر السفلى، حاكم وملك مصر، الذي أدب الشعوب، حورس الوضاء، حارس السنين، عظيم بانتصاراته، ملك الشعب المطيع، الشمس الحامية للحقيقة، حاكم الحكام، الذي أنجب شمو، لكي يمارس الأحكام الملكية على العالم عددا كبيرا من الأيام، ابن الشمس، عزيز آمون: رعمسيس: ليحيا".
تحرير .. سهر سمير فريد
الأكثر مشاهدة
Who's Online
432 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الصحة
الدائرة الأخيرة
فيديو كاسل جورنال
الدائرة الأخيرة
الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى
الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا
كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة