تحرير .. سهر سمير فريد

يذخر العالم بالعديد من القصص والأساطير، ولكل دولة وشعب ثقافة خاصة به وأساطير تتناسب مع تلك الثقافات، ومهما مر الزمان أو تطورت الحياة البشرية، وتماشي البشر مع

التقدم التكنولوجي العظيم الذي تذخر به الحياة هذه الأيام، إلا أنه هناك تقاليد قديم قدم الزمن والحياة لم تستطع الشعوب التغلب عليها أو تناسيها، ربما خضعت بعض تلك العادات للتحديث والتجديد وفق لمطلبات الحياة، إلا أن أساس التقليد لازال حيًا رغم مرور آلاف السنين، ومن أشهر تلك التقاليد الشهيرة والمنتشرة في الشرق الآسيوي، تناول الطعام بأعواد الأكل.

أعواد الأكلchopsticks هي زوج من الأعواد الرفيعة متساوية الطول، وهي تقليد منتشر خاصة في الصين واليابان وشبه الجزيرة الكورية وفيتنام. يعتقد البعض أن أصلها من الصين حيث عثر علماء الآثار علي بعض آثارها في التيبت ونيبال القريبة من شعب الهان. ويعتقد أن أعواد الأكل ظهرت في الصين في فترة أسرة شانغ (1766-1122 ق.م) وخصوصا في عصر جوسين آخر ملوك أسرة شانغ، لكن لا يوجد دليل نصي أو أثري يدعم هذا الرأي. وبعدها انتقلت وانتشرت بشكل واسع في شرق آسيا. تم العثور على أول دليل أثري لأعواد أكل مصنوعة من البرونز في قبرين " أنيانغ وخنان " تعود إلى حوالي عام 1200 ق.م.

وعلي غير المتوقع أو الدارج حاليًا، في البداية لم يكن استخدام الأعواد من أجل تناول الطعام، بل استخدمت أثناء عملية الطهي وإعداد الطعام، وقد تم صنعها من أغصان أشجار طويلة يقلب بها داخل قدور الطبخ أو لإمساك شيء من الطعام، ولكن فيما بعد تطور الأمر واستخدمت أثناء تناول الطعام. وربما يرجع السبب في ذلك إلي أنه بعد عام 500م ازداد عدد السكان في شرق آسيا واشتد الفقر، فأصبح الطعام قليلًا ويقطع إلى قطع صغيرة، فتناولوا الطعام بنفس الأعود التي يطبخون بها. بينما رجح البعض أن السبب وراء انتشار عادة تناول الطعام بالأعواد وفق مبادئ الفيلسوف كونفوشيوس والذي شجع الناس على ترك أدوات الطعام الحادة، واستخدام الأعواد الخشبية بديلًا عنها.

تستخدم أعواد الطعام في الكثير من بلدان العالم وتختلف آداب الطعام من ثقافة إلى أخرى لكن هناك آداب عامة منها:

يعتبر الصينيون الأعواد امتداداً للأصابع، إذ إن الأكل باليدين من دون استخدام هذه الأعواد يعد عملاً مشيناً، ويجسد نقص المعرفة وآداب السلوك كما أنهم يرون الأكل بالشوكة والسكين عملاً وحشياً، فهذه الأدوات من أدوات الحرب والعدوان.

يجب استخدام اليد اليمنى لا اليسرى، حتى لو كان الشخص الذي يستعملها أعسر، وقد كانت هذه العادة من العادات الموروثة الموروثة من الأساطير الصينية المتداولة منذ آلاف السنين، ولتسهيل استعمالها يتم تقطيع اللحوم والخضراوات أثناء الطهي إلى قطع صغيرة حتى يسهل حملها في الأعواد.

لا تستخدم أعواد الطعام لإصدار أصوات أو لفت الانتباه أو للإشارة إلى الأشخاص، حيث يعتبر اللعب بأعواد الأكل سلوكًا سيئًا.

لا تستخدم أعواد الأكل من أجل تحريك الأطباق، ولا تستخدم للعب بالطعام.

لا تستخدم أعواد الأكل مثل الشوكة لإلتقاط الطعام، ولكن يمكن استخدامها من أجل تقطيع قطع اللحم أو قطع الخضار الكبيرة.

يجب عدم ترك أعواد الأكل ملقاة في طبق الطعام.

يستهلك في الصين وحدها حوالي 45 مليار زوج من أعواد الأكل سنوياً، وهذا يعادل حوالي 1.7 مليون متر مكعب من الخشب أو حوالي 25 مليون شجرة كاملة النمو. ومن أجل تشجيع الناس على عدم استخدام أعواد الطعام ورميها فقد رفعت الضريبة 5% على ثمن أعواد الطعام في الصين في أبريل 2006. لذلك أصبحت تصنع حاليًا من مواد غير تقليدية مثل البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ وحتى التيتانيوم.

بدأ استخدام الأعواد في اليابان تدريجياً بعد دخولها من الصين وعرفت باسم حاشي hashi، وشكلها في اليابان أقصر من الصينية، ونهايتها مدببة، إذ يعتقد البعض أنها تجسد الخصائص العدوانية، ويقال إن قصر الأعواد الأكل اليابانية مقارنة مع الصينية يعود إلى تناول معظم اليابانيين وجبة واحدة في الغالب، وليسوا بحاجة إلى أعواد طويلة لذلك، وكذلك تساعد الأعواد المدببة على اختيار السمك الذي يعد وجبة دائمة على طاولة الشعب الياباني. وأيضًا من الشائع أن تكون العصي اليابانية أقصر طولًا بالنسبة للنساء ، كما أن أعواد تناول الطعام للأطفال تكون ذات أحجام صغيرة.

وعلى عكس الصين واليابان يستخدم سكان شبه الجزيرة الكورية أعوادًا معدنية، إذ يعتقدون أنها نوع من التقدم والتحضر، ويقال أيضًا، إن استخدام أعواد معدنية مناسب لتناول الشواء؛ الطبق المفضل عند سكان شبه الجزيرة الكورية. أعواد تناول الطعام التي يستخدمها الكوريون غالبًا ما تكون مصنوعة من المعدن. اعتمادًا على العصر التاريخي ، اختلف التركيب المعدني للأعواد تناول الطعام الكورية. في الماضي ، مثل عصر كوريو حيث كانت الأعواد تُصنع من البرونز.

فيما تقول أسطورة كورية قديمة ترجع إلي عصر جوسون أن استخدام الملوك لأعواد طعام مصنوعة من الفضة من أجل سلامة الملك، وذلك عن طريق وضع أعواد الطعام الفضية فى الطعام؛ فإن تلطخت أو فقدت بريقها فبذلك يكتشفون وجود السم فى طعام الملك، إذ تعد من أفضل التجارب للعثور على الطعام المسموم «فكانت هذه الطريقة من طرق اختبار الغذاء الملكى».

ووفقاً للتقاليد الكورية توضع أعواد الطعام على يمين الملعقة، ولا يجب وضعها على اليسار إلا فى حالة أعداد الطعام للجنازة أو لتأبين لأحد أفراد الأسرة المتوفين.

يتراوح طول أعواد الأكل من 23 سم إلى 26 سم، وتتناقص إلى طرف واحد. تستخدم الأعواد الطويلة جدًا والكبيرة ، التي يبلغ طولها حوالي 30 أو 40 سم للطبخ، خاصة للأطعمة المقلية

أظهرت دراسة طبية عام 2003 أن الاستعمال الدائم لأعواد الأكل قد يسبب الفصال في اليد مؤدياً إلى آلم وتراخي في مفاصل اليد خاصة عند البالغين.

الأكثر مشاهدة

Who's Online

210 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

الصحة

الدائرة الأخيرة

فيديو كاسل جورنال

الدائرة الأخيرة  

الدائرة الأخيرة مع الدكتور عاصم الليثى

 الدائرة الأخيرة مع اللواء نبيل أبو النجا

 كلمة د/عبير المعداوى فى عيد الشرطة

عنوان الجريدة

  • 104-ش6-المجاورة الأولى-الحى الخامس-6أكتوبر
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 01004734646

إصدارات مجموعة كاسل