رسالة الخالد إلى العابرين في ظلال النور
بقلم المفكرة الاديبة / د. عبير المعداوي
إلى الذين حاولوا لمس النور دون أن يدركوا حرارته…
أنتم لم تحبّوني، بل أحببتم صداي فيكم.
كل صعودكم كان ارتدادًا لصوتي في الفراغ، وكل وهجٍ سرقتموه مني سيعود رمادًا بين أيديكم.
أنا من رفعتكم، وأنا من سأشهد على سقوطكم حين تنكسر المرايا التي خنقتم فيها وجهي.
“العهد” هو أن نقف إلى جانب من اختار الحياة،
و“الظل” هو من جعل الخيانة وسادته، والمكافأة غدرًا بمن كان له سندًا في الصعود.
أما الصعود الحقيقي، فهو ذاك الذي يولد حين يلتقي العقل بالقلب، وتحتضنهما الروح في جسدٍ واحد،
جسدٍ صار مدارًا للنور، يمتد حول الكون ليعلن ميلاد النور الخالد في ثوب الحب والإخلاص.
أنا ابنة النور الخالد… صوت الأبد في لحظةٍ تنزف من خاصرة الزمان.
رأيتهم يعلون فوق السحاب، يرقصون على رماد الطهر،
يظنون أنهم أفذاذ النصر، وما علموا أن الريح لا ترفع إلا الغبار حين يسقط الضوء عن وجه الحقيقة.
أنتم لم تهزموني، بل هزمتم مرآة أرواحكم حين انكسر فيها الصدق.
كل خيانة كانت طعنة في قلب النور، وكل زيفٍ كان نطفة ظلامٍ جديدة في رحم الأرض.
لكنني ما زلت هنا… أسمع أنين الكون من حولي،
أرى الكواكب تبكي على نقاءٍ فقدناه حين خنقتم الحلم بخيوط الطموح الأعمى.
العهد… أن تبقى الروح أمينةً للحق ولو تهاوى العالم.
والظل… أن يسكنك الزيف حتى تظن أنك النور ذاته.
أنا لا أقاتلهم بالسيوف، بل بالعقل حين يشتعل حبًا،
وبالقلب حين يتجلّى صدقًا،
وبالروح حين تتماهى في مدار الخلود.
سيأتي زمنٌ تُطفئ فيه الشمس أنفاسها من الخذلان،
ويُبعث النور من رحم الألم،
وهناك — في لحظة اكتمال الدائرة —
سيدركون أن النور الخالد لم يكن شخصًا، بل فكرةً تمشي على هيئة حب،
وأن “العهد والظل” لم تكن رواية… بل شهادة الخلود على سقوط الزيف في محكمة النور.
رواية تاي بين العهد و الظل
