بقلم / الدكتور ابراهيم الدهش
العراق بلد الحضارة والتاريخ ، هذا البلد الذي يمرض وسرعان ما يتعافى ويشفى من كل داء وبلاء وينهض للاعمار والبناء والتطور ، واقتصاد العراق انموذجا للقدرة على التحول والتطور في ظل ظروف داخلية وخارجية شديدة الصعوبة ومعاناة وتصدٍ من كافة الجبهات ،، ورغم الظروف القاسية والمحن فان هذا البلد المعطاء تجاوز جميع الازمات والصعاب ، فعبر عقود من الزمن شهد العراق مسيرة اقتصادية مليئة بالتحديات والتقلبات، بدءاً من حقبة الثمانينيات التي اختبرت صلابة البلاد في حرب طاحنة مع إيران استنزفت خزائنها وألقت بظلالها على الأداء الاقتصادي مرورا بحرب الكويت التي خلفت خسائر فادحة بشرية ومادية تقدر بمئات المليارات ثم تلا ذلك حصار اقتصادي وتحكم خارجي في موارد النفط العراقي .
هذه الظروف القاسية أثرت بعمق في جسد الاقتصاد العراقي مخلفة تحديات ومشاكل كبيرة ورغم كل هذه الظروف الصعبة التي عانى منها العراق لم توقف ارادة شعبه والسعي للنهوض والتطور والإصلاح والتنمية الاقتصادية .
فكان نور الفجر الساطع للاعمار والتطور في كافة المجالات قد سطع على كل بقعة من أرض العراق الشماء
نعم كان هنا وهناك بعض التلكؤ ولكنها لم توقف المسير بل كانت دوافع للاستمرار والعطاء
حملة أعمار وبناء خلال هذه الفترة لم يشهد لها تاريخ العراق من مشاريع عمرانية عملاقة وبنى مجسرات عالية المستوى في بغداد وبقية المحافظات وبمعنى أدق نستطيع أن نقول تطور واضح في البنى التحتية
هذا من جناب الاقتصاد الذي يرافقه السياحة وتطورها ودعمها من قبل الدولة والحكومة العراقية الحالية التي أعطت أهمية كبرى للاهوار في جنوب العراق واصبحت منتجعات جميلة يؤم اليها السواح من كافة اصقاع العالم إضافة إلى دعم الاماكن والمرافق السياحية المهمة والاعتناء بها فعلى سبيل المثال كان الدعم الملحوظ لاثار اور وسومر وبيت نبي الله ابراهيم وزقورة اور وخاصة بعد زيارة البابا كما لفت انتباه المعنيين بقية المرافق السياحية من بابل وآشور وبقية المعالم الأثرية الكبيرة في عموم العراق وتم إعادة بناء منارة الحدباء بعد أن دمرها اعداء الانسانية عند دخولهم بعض مناطق العراق وتحديدا الموصل ..
فقد دمرت داعش عدة معالم ومواقع اثارية إضافة الى منحوتات أثرية مهمة في شمال العراق حيث كانت هذه الآثار تعود لعصور قديمة ومنها من كانت مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو مثل مدينة الحضر وآشور والتي تدعى بقعلة الشرقاط وكالح في العراق ، كما قام التنظيم بتدمير عدة مساجد قديمة مثل مسجد النبي يونس في الموصل، والتي يعتقد بأنها تحوي رفات النبي يونس أو يونان وكذلك مسجد النبي شيث ، بالإضافة إلى تدميره لعدة مساجد وكنائس ومعابد ايزيدية قديمة بالإضافة إلى المراقد الشيعية ، وعادة ما يقوم التنظيم بتصوير عمليات التدمير هذه بأفلام فيديوية قصيرة مثلما فعل في تدميرهِ لأثار متحف الموصل وكذلك جامع النبي يونس ومدينة تدمر.
كما شهد الاهتمام السياحي الى شمال العراق بوصفه مرفقا مهما واستغلت الطبيعة الخلابة وتطويرها لجذب السائح العربي والأجنبي ومن بين اهم الأدلة والشواهد هو موافقة منظمة اليونسكو بدخول الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي ومن بين خمسة مواقع تاريخية اثارية مهمة حيث تحوي محافظة ذي قار والتي تقع جنوب العراق على ١٤٠٠ موقعا اثاريا مهما
ومن المؤكد ان هذ الاستقرار والتطور يعود ريعه الى قواتنا الامنية والمسلحة بكافة صنوفها كانت وما زالت الظهير والداعم للدولة والقانون في الحفاظ على امن واستقرار البلد من شماله الى جنوبة ومن شرقه الى غربه
وهذا الاستقرار الذي نعيشه اليوم هو بفضل من الله سبحانه وتعالى وجيشنا الأشم الذي شهد تطورا ملحوظا و واسعا في مجال القوة الجوية ومنظومة الدفاع الجوي كالرادارات ومنظومات القيادة والسيطرة وصنوف الجيش الاخرى بحيث يمكن القوات المسلحة التي يبلغ عددها أكثر من مليون و250 ألف مقاتل ومن مختلف الصنوف لتصديها ومواجهة كافة التحديات حيث تم اعداد العدة لأجل تسليحها وتطويرها لتكون ضامنا أساسيا وطنيا للحماية من خطر الشرق أو الغرب وجاهزيتها معنويا ولوجستيا للدفاع عن الوطن.