الضفة الغربية : تصعيد “خمس حجارة” العسكري وعمليات الضم الإسرائيلية لتغيير خريطة الجغرافيا السياسية
لندن، المملكة المتحدة – 6
ديسمبر 2025
الضفة الغربية في قلب العاصفة وتصعيد “خمس حجارة” لتغيير خريطة الجغرافيا السياسية
تعيش الضفة الغربية المحتلة حالة من التوتر المتصاعد والمستمر، في ظل تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية واسعة النطاق أطلق عليها اسم “خمس حجارة”.
وتتركز هذه العملية في مناطق شمالي الضفة الغربية، وتحديداً في مدن ومخيمات جنين، قلقيلية، نابلس، قباطية، وطوباس. هذا التصعيد لا يُنظر إليه على أنه مجرد استهداف لمقاتلين أو بنية تحتية مسلحة، بل يمثل استراتيجية أمنية طويلة الأجل تهدف، وفقاً لتقارير إسرائيلية، إلى “تثبيت الوقائع على الأرض” تمهيداً لخطط الضم وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة.
أبعاد عملية “خمس حجارة” تتجاوز الجانب الأمني التكتيكي. فهي تهدف إلى تقويض قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة في تلك المناطق، وتوسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية لتشمل مناطق “أ” التي يفترض أنها تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة بموجب اتفاقيات أوسلو.
وتُفيد مصادر محلية بأن العملية تشمل مداهمات واسعة النطاق، اعتقالات جماعية، وهدم للمنازل، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، خاصة في مخيمات اللاجئين.
ويأتي هذا التصعيد الميداني بالتزامن مع تسريب وثائق إسرائيلية رسمية تُشير إلى خطط متسارعة لتوسيع المستوطنات في محيط المدن المستهدفة، بهدف فصل هذه المراكز الحضرية عن بعضها البعض وخلق تواصل جغرافي بين المستوطنات الكبرى.
يُنظر إلى هذه التطورات العسكرية على أنها جزء لا يتجزأ من خطة الضم الزاحف للأراضي الفلسطينية. فمن خلال فرض واقع أمني جديد يعتمد على الوجود العسكري المستدام في عمق الضفة الغربية، تسعى إسرائيل إلى إحكام سيطرتها المدنية والأمنية على الممرات الاستراتيجية والأودية الحيوية.
هذا الإحكام يخدم خطة تغيير خريطة الجغرافيا السياسية، مما يجعل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة الأجزاء أمراً مستحيلاً عملياً.
وقد أثار هذا التصعيد قلقاً واسعاً على المستوى الدولي، حيث أصدر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بيانات تحذيرية شديدة اللهجة من أن توسيع المستوطنات والعمليات العسكرية في مناطق السلطة الفلسطينية يقوض جهود السلام ويصعّد من العنف في المنطقة.
على الجانب الفلسطيني، تسببت هذه العمليات العسكرية في تزايد شعبية المقاومة المسلحة، وتعميق الشعور بالعجز لدى السلطة الفلسطينية.
وبينما تُدين السلطة الفلسطينية التصعيد وتطالب بوقف عملية “خمس حجارة”، يرى مراقبون أن غياب أفق سياسي حقيقي دفع بالشباب الفلسطيني إلى حمل السلاح كخيار وحيد في مواجهة التهديد الوجودي.
إن استمرار هذا النمط من العمليات العسكرية التي ترتبط بوضوح بخطط الضم الإسرائيلية سيؤدي حتماً إلى موجة تصعيد لا يمكن التنبؤ بحدودها، مما يجعل الضفة الغربية مرشحة لتكون الجبهة الأكثر اشتعالاً في المرحلة القادمة.
النقاط البارزة في التقرير:
العملية العسكرية:
الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية “خمس حجارة” واسعة النطاق في مناطق شمالي الضفة الغربية، بما في ذلك جنين ونابلس وقلقيلية.
الهدف الاستراتيجي:
العملية تهدف إلى تثبيت الوقائع الأمنية على الأرض وتمهيد الطريق لخطط الضم وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة.
تعديل الجغرافيا:
تتركز العمليات العسكرية في مناطق استراتيجية لربط المستوطنات وفصل المدن الفلسطينية الكبرى عن بعضها البعض.
ردود الفعل الدولية:
الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يصدران تحذيرات من أن التصعيد يقوض حل الدولتين ويزيد من احتمالية العنف.
تأثير السلطة الفلسطينية:
العمليات العسكرية قلصت من سلطة ونفوذ السلطة الفلسطينية في مناطقها “أ”، وزادت من شعبية خيار المقاومة المسلحة.

