بقلم المؤرخ بسام رضوان الشماع
“ظاهرة Yardang ياردانج” هي عبارة عن سلسلة من التلال الحادة غير المنتظمة من الرمال المدمجة و الصخور و الأحجار الطبيعية التي تقع تحت تأثير عوامل تعرية و تآكل لأسباب وقوعها في اتجاه الرياح السائدة في المناطق الصحراوي المكشوفة،
فتكون النتيجة أن تتكون أشكال أسدية قابعة رابضة كالأسد من تآكل الرياح للمواد المجاورة الأقل مقاومة الموجودة داخل الصحراء من الصخرة الأم الملتصقة بالأرض.تبدو أشكال تكوينات الياردانج الصخرية بشكل طبيعي كأنها حيوانات جالسة أو مستلقية ذات رؤوس مرفوعة، بل بعض تشكيلات الياردانج تشبه ،بتماثل دقيق، تمثال أبوالهول الشهير ، ذلك التمثال الطقسي الذي ابتكر فكرته المصري القديم، و الذي كان مكون من رأس الملك و جسد الأسد في أغلب الأحيان.
و السؤال الذي يقبع في دهاليز التاريخ و سراديب الماضي باحثا عن إجابة شافية لم يصل صداها إلى عقولنا حتى الآن،
و منذ أن أطلقه بقراءة علمية الدكتور العالم المصري محمد الباز في مقالة نشرتها مجلة سميثسونيان العلمية عام 1981، بقلم “الباز” تحت عنوان “بناة الصحراء عرفوا شيئًا جيدًا عندما رأوه”، و في مؤتمر ابوالهول الكبير بمصر أيضا منذ سنوات.
و قد قام ، حديثا، الباحثون في مختبر الرياضيات التطبيقية بجامعة نيويورك بإنشاء نماذج طينية لأبو الهول العظيم تحتوي على شوائب أكثر صلابة. وقام الفريق بغسل النماذج بتيار سريع من الماء لتمثيل الريح وتأثيرات التآكل
[كما ذكرت CNN العربية].
وقال الدكتور المصري الشهير د.الباز لـCNN إنّ هذه الفرضية مبنية على العمل الرائد الذي أنجزه عالم جيولوجيا الكواكب الراحل رونالد جريلي، الذي قام بمحاكاة أنفاق الرياح لاستكشاف كيف يمكن لتآكل الرياح أن يشكل الهياكل في الصحراء.و اعتقد انه لو صحت نظرية الياردانج فأنه من المحتمل أن تكون أصل الصخرة منحوتة طبيعيا ثم جاء المصري القديم ليكمل المهمة بنحتفل و نقش و ربما تلوين التمثال لايضيع العامل البشري لإنجاز التمثال.و ربما شكل الياردانج الذي يبين جليا شكل الأسد القابع قد توافق و تطابق مع الاعتقاد السائد أنذاك بعبادة حيوان الأسد القوي و الذي تمت عبادته في هذه المنطقة الذي شيد فيها المصري معبدية؛الوادي و معبد أبوالهول.
إذن المعبدين و الأهرامات مبنيين و مشيدين بأيدي المصريين المهرة، و لكن أبوالهول منحوت و ليس مبني بأيدي الطبيعة أولا و مبدئيا ثم بإستمرار و إنهاء المهمة بأيدي النحاتين المصريين المهرة.
و لكن يبقى صاحبه و صاحب قسمات الوجه الواضحة رغم عوامل الجو عبر الآف السنين، مجهوله لعدم وجود أي نص مؤكد و معروف حتى الآن يقول بإسم الملك المصري الذي أمر بنحته.و هذا على الرغم من جنوح بعض العلماء إلى القول الواثق بأن صاحب ابوالهول هو الملك خع إف رع ، صاحب الهرم الثاني، لأنه مرتبط بجغرافية البناء و موقعه من الهرم!
و هذا ما أجده صعب التصديق لوهن الأدلة
و عدم وجود الأسباب الدامغة القوية
و المقنعة.و يبقى تمثال ابوالهول الكبير يلقي بأسئلته علينا و نحن نهرع وراءه لاهثين نهمين لمعرفة الحقيقة.و يصدح السؤال في آفاق سماء العلم : “من امر بنحت ابوالهول”؟