ربما نظن ان الحجاب يختص به نساء المسلمين حول العالم و لا نعرف عنه سوى الصورة الذهنيه الحالية التي يشكك حولها البعض او يتفقون حتى اصبح الحجاب محل نقاش و جدال و اختلاف كبير و صدرت بحقه قوانين لمنعه في بعض الدول الغربية و انا هنا اتحدث عن الحجاب الشرعي الطبيعي غطاء الشعر و ليس النقاب ..
و كذلك راينا في دول عربية مثل مصر تمنع نزول المحجبة لحمام السباحة لأنها ترتدي لباس اسلامي و حجاب و هذا ضد قوانين المنتجعات في صورة هزلية سخيفه .و عليه مقالي التالي سيوضح ان النساء في اوروبا قبل القرن الثامن عشر و حتى التاسع عشر كانوا يرتدين الحجاب غطاء الرأس و ليس هن لوحدهن …
الثقافه البوذيه تفرض على النساء التحجب عندالصلاة في المعبد و التغطي الكامل ممكن ننظر إلى المراة في اليابان و كوريا و الصين كان الرداء واسع جدا يغطي الراس حتى الاقدام … اعود الى اوروبا … من الديانه اليهوديه و المسيحية الحجاب كان مفروض على النساء و الدليل صورة السيدة العذارء الشريفه الطاهرة …
لكن بعد الثورة الصناعية و انتشار الفكر الفلسفي للفلسفة الوجوديه و غيرها من الفلسفات التي ينتمي بعضها للتحرر الكامل من التاثير الديني على الانسان و ترك الكنيسه و المعبد … و قادت الكنيسة الانجيليكية هذه الصورة ضد الفاتيكان المتمسك بالأصول العقائدية.
و استغل رواد الفكر الفكر الماسوني تضييق و تضئيل حقوق المراة و جعلها مجرد وعاء للانجاب و مسخ منذ دخول اغلبهن للمسيحية حسب الاساطير طبعا ليضع افكار جديدة تطالب بالتحرير و المساواة.. في العصر الحديث تبنت الحكومات هذه النظريات و طبقتها و اعلنوا تحررهم من الكنيسه و من القيود الدينيه و اعطوا للانسان كل ما يريد .. كانت استعباد اكبر لاجساد النساء و اهانة لهم اقل احتراما للحيوان و ضرب و عنف و شقاء و اختفي الرجل و اختفت المراة و ظهر المسخ …
انا لا اطالب احد بعودة الحجاب لكني قدمت لكم لمحة تاريخية عن حقيقة الحجاب … اما الانحلال الذي تشهده المنطقه العربية باكملها هذا لم يبنى على نظريات فلسفيه و لم يكن هناك مطالبة بان تتجرد المراة من ملابسها و وقارها … لكنه نوع من التخلف السلوكي الثقافي اعتمد على التقليد الاعمي دون وعي و دون احترام لدينها و اصبحن يكررهن كلاما مثل الببغاوات دون اي علم و ينم عن جهل …
و في المقابل احاطوا المراة المحجبه بالكثير من الخبث و المكر و صورة سيئة لها في المسلسلات و الافلام و دسوا عشرات الكتاب و الفنانين و الاعلامين بالاساءة هذا غير الجهل الديني الذي تعيشه المراة بوجه عام و ضغوط المجتمع و الحياة المادية الصعبه كل هذا جعل من الحجاب متهم اول و لو ان الحقيقة غير ذلك . ما نراه على الشاشات من قلة ادب و حقارة لا علاقه باخلاق و هوية مجتمع بل حرب الجيل الرابع للاساءة و التغيير الديني و الانسلاخ من الهويه و الوطنيه الاجتماعيه..
انتهي اذا ما رايت نوع من هذا النساء تاكد انها فعلا جاهله مهما ادعت ثقافه و مهما قالت انا محجبه تحت شعري … و انا لا اشكك في اخلاقها بل في علمها الديني … شيء اخر الحجاب لا ياتي بفرض الاسرة و المجتمع لكن بوعي امراة تلقت علومها الدينيه و اقتنعت انها تريد ان نكون محجبه و هذا يعني ان المراة التي تختار عدم الحجاب عليها ان تعلم هذا انها لا تتبع قواعد دينها و التشكيك فيه محض خرافات و قلة تقدير لدينها الذي اوجب شيء ان تقول لا اعلم و الله يهديني لما فيه الخير …
ليس متهما بالرجعية و التخلف اغلب الباحثات المصريات تحديدا محجبات صنعن معجزات على مستوى العالم ..و هو شرف و فخر كبير …المشكلة ان الاسلام اصبح متهم بجريمة لا نعرفها سوى انها استكمال للحروب الدينيه العنصريه..و كذلك الديانه المسيحية تتعرض للخطر ذاته اذن هو منهج واضح علينا ان ننتبه له و على اتباع كل دين الوعي و الحفاظ عليه
—بقلم المفكرة الاديبة د. عبير المعداوي- رئيس التحرير و مجلس الادارة
