اذا اردنا ان نهتم ونسلط الاضواء على دولة عربية تحمل عنوانا كبيرا ولها منزلة ومقاما في نفوس الجميع لابد ان تمتلك تاريخ عميق وحضارة ولأجل الحفاظ على هذا العنوان والتاريخ لابد من اصحاب تلك الحضارة الدفاع عن تاريخهم وعنوانهم ، اما كيفية الحفاظ فلا يكمن في القتال والحروب فقط ، نعم التصدي مطلوب مثل ماحصل في مصر والعراق وبقية البلدان العربية التي تتمتع بتاريخ حافل بالانجازات وكذلك نحتاج الوعي والادراك والتحدث عنها وعن مفاهيمها وابعادها وعمقها اولا ومن ثم التصدي بحكمة لكل من يحاول طمسها والقضاء عليها ، حضارة كوش التاريخية في السودان ..
كنوز وللاسف الشديد تنتظر التخريب والدمار والسرقة هذا ماشاهدنا ولمسناه من خلال متابعتنا لمجريات الاحداث الحالية في دولة السودان الشقيقة والاحداث المرعبة من قتل ودمار وتهجير ودمار البنى التحتية امتد جذور المخاطر والخراب الى آثار حضارة “كوش” في شمال السودان ، والتي تعد واحدة من اقدم الحضارات في العالم ، ولها تاريخ زاهر وحافل بكافة المعطيات ، فقد تعرض الكثير من المواقع الأثرية في المنطقة للتخريب منها طبيعية جغرافية واخرى عوامل بشرية اي من خلال الأحداث التي مرت بدولة السودان منها القديمة بعض الشيء واخرى أحداث اليوم والايادي الخفية التي تحاول طمس الهوية السودانية وحضارة السودان العريقة من المؤكد ان حديثنا هذا يتعلق بجانب واحد ومؤثر فعلا في نفوسنا ونفوس كل الشرفاء والامناء الذين تذوقوا نكهة تربة السودان وشربوا من نيلها
..
يعود تاريخ الحضارة الكوشية إلى أكثر من 3 آلاف عام في قلب منطقة النوبة الممتدة من شمال مدينة كرمة على طول نحو 500 كيلومترا جنوبا ، وهذه المنطقة العظيمة والكبيرة بشخوصها تعد من الحضارات العالمية القديمة والتي عرفت نظام الحكم بشكله الحديث الحالي ، وعرفت ورسخت في الاذهان قبل 5 آلاف سنة بالدولة القوية واشتهرت كمركز ثقافي وعسكري رئيسي ومؤثر في العالم ، اما حديث الباحثين والمختصين بعلوم الآثار فالجميع يؤكد على المواقع الأثرية الحالية لحضارة كوش بانها تضم آثارا لها أهمية تاريخية كبيرة ، إضافة إلى ثروات ضخمة من الذهب والعاج والنحاس واللبان وخشب الأبنوس والفخار ، مما أدى إلى سيل لعاب دول الغرب وتوجه الانظار نحوهم ..
اما ظروف الحياة الطبيعية والتوسعات الزراعية والسكانية التي عاشتها السودان خلال العقود الأخيرة فقد شكلت مهددا حقيقيا لآثار وثروات تقدر قيمتها الفعلية بمليارات الدولارات ويمكن أن تجعل من المنطقة إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم ، وهناك عدة تقارير صادرة من جهات معنية تؤكد وتسلط الاضواء على القطع الأثرية المهمة والألواح الأثرية عالية القيمة مدفونة تحت تلال الرمال الناجمة عن الزحف الصحراوي المتزايد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
كنوز كبرى ومجوهرات لاتقدر بثمن تحت أقدام أبنائها ..
ونحن للاسف الشديد اي شعب السودان لانعرف كيف نصون تلك النعمة ونحافظ عليها التي أصبحت علكة يلوك بها الأعداء ويتطيب بمذاقها . حضارة يعصف بها الزمن وتنكسر أمام ولايلات الحروب