يزداد انتشار سرطان القولون والمستقيم، مع ارتفاع معدلات الإصابة به، خاصةً بين الشباب. في الواقع، يُعدّ ثالث أكثر أسباب السرطان شيوعًا في العالم.
يُصيب هذا النوع من السرطان القولون والمستقيم، وهما عضوان أساسيان في الجهاز الهضمي، وغالبًا ما يتطور بصمت قبل ظهور الأعراض.
في حين أن التطورات الطبية قد حسّنت خيارات العلاج بشكل كبير، إلا أن الوقاية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
بعض عوامل الخطر، مثل العوامل الوراثية، خارجة عن سيطرتنا، لكن العديد منها يرتبط بخيارات نمط الحياة، مما يُتيح فرصًا لتقليل المخاطر.
تشير الأبحاث إلى أنه يُمكن الوقاية من حوالي نصف حالات سرطان القولون من خلال معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل، مثل العادات الغذائية. سنستكشف هنا كيف يُعدّ تناول المزيد من الألياف تغييرًا فعالًا وبسيطًا يُمكنك إجراؤه للمساعدة في حماية نفسك من الإصابة بسرطان القولون.
سنُفصّل ما تُقدّمه الألياف لجسمك، وأهميتها لصحة القولون، وكيفية تناولها بسهولة أكبر.

إن عدم تناول كمية كافية من الألياف عادة يمارسها الكثير منا دون أن يدركوا ذلك، وهي عادة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. الألياف، المعروفة أيضًا بالألياف الغذائية، هي نوع من الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات. على عكس أنواع الكربوهيدرات الأخرى، لا يقوم الجسم بتفكيك الألياف. بل تمر عبر الجهاز الهضمي، مما يساعد على سير كل شيء بسلاسة ويدعم صحة الأمعاء. عندما تقلل من تناول الألياف، يفقد القولون هذه الفوائد، مما قد يجعله أكثر عرضة للتغيرات التي قد تؤدي إلى السرطان.
تشير الأبحاث إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يمكن أن يلعب دورًا وقائيًا ضد سرطان القولون والمستقيم. في الواقع، تشير بعض الأبحاث إلى أنه يمكن ملاحظة انخفاض بنسبة 10٪ في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند تناول 10 غرامات يوميًا من الألياف الغذائية. وأظهرت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، بعد تحليل بيانات أكثر من 100,000 شخص، أن من تناولوا كمية أكبر من الألياف القابلة للذوبان انخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 59% مقارنةً بمن تناولوا كميات أقل.
وصرحت جوهانا كاتز، الحاصلة على ماجستير في الآداب وأخصائية تغذية مسجلة في أورلاندو: “أحد أهم أنواع الألياف هو النشا المقاوم، الموجود في أطعمة مثل الموز الأخضر والبقوليات والبطاطس المطبوخة والمبردة”. وأضافت كاتز: “الألياف، بما في ذلك النشا المقاوم، تعمل كمضاد حيوي، حيث تغذي بكتيريا الأمعاء المفيدة وتنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة، مثل الزبدات، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تقليل الالتهاب وحماية بطانة الأمعاء وتعزيز نمو الخلايا السليم”. وأضافت: “يساعد الزبدات أيضًا على إصلاح تلف الحمض النووي في خلايا القولون، مما يساعد على منع الطفرات التي قد تؤدي إلى السرطان”. تقول أماندا جودمان، الحاصلة على ماجستير العلوم، وأخصائية تغذية معتمدة، وخبيرة تغذية معتمدة، ومالكة شركة أماندا جودمان نيوترشن: “يمكن للأمعاء تخمير أنواع معينة من الألياف، مما قد يؤدي إلى إطلاق مركبات مضادة للالتهابات”.
بالإضافة إلى ذلك، تُضيف الألياف حجمًا إلى البراز. وأضافت كاتز: “قد يُساعد البراز ذو الحجم الأكبر على التخلص من الفضلات والمواد المُسرطنة المحتملة”. كما ترتبط الألياف بالمركبات الضارة المحتملة، مثل بعض الأحماض الصفراوية، وتُساعد على نقل الفضلات عبر الجسم بسرعة أكبر، مما يُقلل من مدة بقاء هذه المواد في الجسم.
نصائح أخرى لدعم صحة القولون
إلى جانب تناول المزيد من الألياف، هناك عادات أخرى يُمكنك اتباعها قد تُساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون. ووفقًا لكاتز، تشمل بعض النصائح لدعم صحة القولون ما يلي:
الخضوع لفحوصات دورية
حتى بدون أعراض، يُمكن أن تُساعد فحوصات تنظير القولون المُنتظمة في الكشف عن السلائل ما قبل السرطانية قبل أن تتحول إلى سرطان (غالبًا ما تستغرق هذه السلائل من 10 إلى 15 عامًا لتتطور، لذا فإن اكتشافها مُبكرًا أمر بالغ الأهمية). توصي الجمعية الأمريكية للسرطان بإجراء فحوصات تنظير القولون بانتظام في سن 45 بدلاً من 50، نظرًا لارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى البالغين الأصغر سنًا. قد يحتاج الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو استعداد وراثي إلى فحوصات مبكرة أو أكثر تكرارًا.
الحد من تناول اللحوم فائقة التصنيع
تم ربط الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم فائقة التصنيع (مثل لحم الخنزير المقدد والسجق ولحوم الديلي) بسرطان القولون بسبب احتوائها على النيتروزامين والحديد الهيمي والمركبات الالتهابية. يوصي المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان بالحد من تناول اللحوم الحمراء إلى 18 أونصة أسبوعيًا للحد من خطر الإصابة بالسرطان، بغض النظر عن مدى معالجتها. ويشير المعهد نفسه إلى أن تناول كل 50 غرامًا (حوالي قطعة هوت دوغ واحدة أو شريحتين من لحم الخنزير) من اللحوم المصنعة يوميًا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 16%.
تحسين مستويات فيتامين د
يرتبط انخفاض فيتامين د باستمرار بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ويرجع ذلك على الأرجح إلى دوره في تنظيم المناعة ونمو الخلايا. تشير الدراسات إلى أن الحفاظ على مستويات فيتامين د أعلى من 40-50 نانوغرام/مل قد يوفر الحماية، مما يجعل التعرض لأشعة الشمس وتناول الأسماك الدهنية والمكملات الغذائية أمرًا مهمًا للأشخاص المعرضين للخطر. تواصل مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لمزيد من المعلومات حول مستويات فيتامين د لديك.