العرب البدو، لذلك وجب عليهم إيجاد نموذج جديد للمدينة الإسلامية يناسب مع طبيعة العرب و أيضا
يتوافق مع طبيعة أهالي البلاد المفتوحة ، و ذلك لأن العرب و أهالي البلاد المفتوحة كانوا يعيشون في
مدن وقري تختلف في طابعها عن الأخرى، المدينة الإسلامية تأثرت في طابعها الاثري و التخطيطي
بمدينة الرسول (صلي الله عليه وسلم) ، وبالطابع الحربي للأمصار، (هي مدن أنشئت لجنود الفتح
لتكون معسكرات)
المدينة الاسلامية
وجدت في البلاد الإسلامية التي فتحها العرب شكلا مختلفا عن نموذج المدن والقوي التي جاء منها
العرب البدو، لذلك وجب عليهم إيجاد نموذج جديد للمدينة الإسلامية يناسب مع طبيعة العرب و أيضا
يتوافق مع طبيعة أهالي البلاد المفتوحة ، و ذلك لأن العرب و أهالي البلاد المفتوحة كانوا يعيشون في
مدن وقري تختلف في طابعها عن الأخرى، المدينة الإسلامية تأثرت في طابعها الاثري و التخطيطي
بمدينة الرسول (صلي الله عليه وسلم) ، وبالطابع الحربي للأمصار، (هي مدن أنشئت لجنود الفتح
لتكون معسكرات) ، وبذلك جمعت بين النمط العربي ونمط المدن المفتوحة .
حقيقة الامر أن المدن الإسلامية التي أنشئت في بداية الخلافة الإسلامية كان طابعها البساطة
، ولكن مع تولي الامريين الخلافة الأمر اختلف ، وأصبح من طابع المدن أبهه البناء، ومثال لذلك
الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك(86 – 96هـ/ 705 – 715م) الذي تميز عهده بفخامة المدن،
وكان ذلك طوراً من تطور المدن الإسلامية ، كذلك ماطراً علي الخلافة الإسلامية من انفراط سياسي
هذا أحدث تغيراً كبيراً في تطوير المدن لأن كل حاكم استقطب العمال والمهندسين المهرة لبناء
العمائر، وخصصوا أموال طائلة لذلك، علي سبيل المثال خصص الفاطميين مائة الف دينار سنويا ، و
كل هذا عمل علي تطور المدينة الإسلامية .
أصبح بناء المدن الإسلامية سمة تميز قيام كل دولة جديدة في الخلافة الإسلامية، وظهر نوع
جديد من التاريخ لأهمية هذه المدن وهو “تاريخ المدن” وتخصص مؤرخين لهذا الامر مثل الخطيب
البغدادي (ت 463 هـ / 1070 م) الذي ألف كتاب “تاريخ بغداد” ، وتخصص للكتابة عن مدينة
القاهرة التي بنيت في العصر الفاطمي ، المؤرخ المقريزي
(ت845 هـ / 1442م) الذي ألف الخطط .

المسجد :-
خططت المدن الإسلامية طبقاً لنظام ثابت بناءاً على طابعها الإسلامي وأهم شيء فيها
المسجد لأنه حجر الأساس في المدينة الإسلامية، و كان مكانا للعبادة وأيضا للمشاورات السياسية او
مجلس للقضاء ولذلك سمي “بالجامع”، وكان ذلك الامر في بداية الخلافة الإسلامية، لكن مع تطور
الحياة وازدياد تعقيد نظمها أستقل كل تخصص عن غيره في هيئة منظمة مثل دار القضاء ودار
الخلافة وغيرها مما كلفت به الدواوين .
بناء المسجد في بداية عهدة كان مخطط تخطيط بسيط، وكان مسجد المدينة عبارة عن فناء
ضيق مربع، يحيط به جدران من الطوب اللبن، وليس به سقف الإ في موضع واحد من مواضعة،
وكان الغطاء من الجريد المثبت على جذوع النخيل (سمي الظلة) .
تطورت عمارة المساجد في العصر الاموي ، وتحولت الي أعمدة رخامية بلغ عددها مئات
الاعمدة علي أشكال مختلفة لها تيجان وأقواص ، ووجدت في المساجد الاروقة أو الايوانات، و
أتخذت فكرتها من الكنائس او المعابد الهندية وأحاطت بالمسجد من داخلة أو خارجة ،ووجد ببناء
المساجد صحن او فناء كبير، وكانت فيه الفساقي (اوفوارة) ، وميضاه ، ويكون حولها أشجار ، وكانت
تصلها المياه عن طريق انابيب من النحاس .
ألحق بالمسجد المحراب ، وظهر بشكلة الأول في العصر الاموي ، وكان موجود قبل ذلك
لتحديد القبلة بوضع حجر أو علامة ، تطور الأمر مع تطور الدولة الإسلامية ووجد المحراب وهو
فجوه في إتجاه القبلة ، أما عن المبنر الذي يوضع بجوار المحراب ، وجد منذ عهد الرسول وكان بسيط
الشكل درجتين فقط ومقعداً، وظل تصميم منبر الرسول (صلي الله عليه وسلم) في قلوب و عقول
المسلمين ورمزا للخلافة ، وأول من نقلة لبغداد الخليفة العباسي هارون الرشيد (170 – 193هـ
786 – 809م) ، وأضيف مظهر جمالي اخر للمنبر وهو المقصورة (خصص لصلاة الخليفة
لحماتيه) ، وقد تتعدد المقصورات في المسجد الواحد (يخصص لكبار رجال الدولة – النساء – القضاة)
..
اما بالنسبة لأرض المسجد كانت مغطاة في عهد الخلفاء الراشدين بالحصاء ، ومع تطور
الحضارة الإسلامية أصحبت تفرش بالسجاد منذ العصر الاموي ، كما أضيئت المساجد بالمصابيح و
الثريات و التنانير ، وأيضا اضيئت بالشموع .

الأسواق :-
الأسواق مظهر أساسي للمدينة الإسلامية ، وغالبا يقع المسجد وسط المدينة ، وتحيط به
الأسواق التي تحتاج اليها المدينة الإسلامية ، وسميت الأسواق بعدة أسماء في الدولة الإسلامية ،منها
فندق – خانه – بازار – وكالة – دكان – قيسارية، علي سبيل المثال الفنادق مكان للتجار الأجانب، اما
الخان هو مكان واسع، والقيسارية مستودع بضائع
الدولة غالبا يبني الأسواق وكانت تؤجر المتاجر (الدكان) للتاجر، وجري العرف عند المسلمين
علي ان يسكنوا في أماكن عملهم، اما عن المظهر الخارجي للسوق يلزم ان يبلط السوق لكي يستطيع
الناس المشي فيه، كانت الأسواق مغطاة بسقف، وبعض الأسواق تضاء ليلا بالقناديل ونهاراً أيضاً لان
الضوء لا يصلها لتغطية سطحها ، وكانت تتوفر وسائل الركوب للانتقال في الأسواق الإسلامية.
دار الامارة :- كان داراً في عهد الخلفاء الراشدين ثم تحول الي قصر منذ عهد الامويين، وذلك لتطور
شكل الحياة للعرب الذين عاشوا قديما في داراً بسيطة إلي العيش في قصور فخمه منذ عهد الخليفة
معاوية بن ابي سفيان،
ثم تعددت دول الإسلام خاصة في العصر العباسي، وتنافس الحكام في فنون البناء لقصورهم،
وعرفت القصور بأسماء معينة في فترة كل دولة، علي سبيل المثال عرفت قصور القاهرة (بالقصور
الزاهرة) وأشهرهم قصر الذهب وقصر الشجرة وقصر الحريم ، واشتهرت مدينة بغداد بجمال
قصورها مثل قصر الذهب (أطلق عليه القبة الخضراء) ، وكذلك قصر السلام، أما في قرطبة في
عصر الاموين عرفت قصورهم بالزهراء، ويوجد حتي الان قصر الحمراء بغرناطة نموذجاً بديعاً
للقصور في الاندلس.
تميزت القصور بارتفاع بناءها و أسوارها وأبوابها التي تصل إلي عشرة أبواب، وتوفر بها
قاعات للجلوس (ايوان)، ووجد في هذه القصور ملاعب ومخازن عرفت باسم (خزائن) ، وألحقت
بالقصور الحواصل (اصطبلات خيل) .
تميزت قصور الدولة الإسلامية بإتساع حدائقها، التي أبدع الزراع في إنشاءها، وسميت البستان أو
الروضة، وكانت تتخللها البرك والفساقي، ووضعت بها بروج خشبية، وفي وقتنا الحاضر مازالت البعض من
هذه الحدائق البديعة في قصور الحمراء بالأندلس .

الحمامات :–
تعتبر الحمامات معلماً من معالم المدن الإسلامية لان الإسلام يحض علي النظافة ، ويبد وان
الغسل بالصابون استعمل علي يد المسلمين والدليل انتقا لها الي اللغات الاوربية باسم (savon)، وأخذ
الحمام طابعا إسلاميا أزيلت منه التماثيل ، وطبقت قواعد صارمة في الحمامات الإسلامية للحفاظ علي الناس
من الامراض ، كذلك وجدت حمامات خاصة وحمامات عامة، وانتشرت الحمامات بكثرة في المدن الإسلامية
حتي وصل عدد حمامات مدينة بغداد خمسة الاف حمام في القرن الثالث الهجري ، وفي مصر عصر
الفاطميين وجد سبعون ومائة ألف حمام ، وفي مدينة قرطبة بالأندلس وجدت ثلاثمائة حمام بالمدينة .
الحمام في المدينة الإسلامية يشمل على عدة قاعات ، وله قباب، و أرضيات الحمام تغطي بالرخام،
وكان الحمام يدخله البخار من ثقوب بالأرض تتصل بخزانه الماء يغلي على الموقد (التنور)، أو انا بيت
رصاص تسمي صهاريج، وتوجد بالحمام غرف لخزن الوقود تسمي (افنية) وكانت الدولة تعين علي الحمام
موظفون مخصصون له .

البيمارستانات:-
من أهم المنشآت الاجتماعية التي أسست للعلاج والتعليم معا وكان العلاج بها بالمجان
والانفاق عليها من الأوقاف وبيت المال ، واشتمل البيمارستان على قسمين قسم للذكور وقسم للإناث ، وكل
قسم يتكون من عدة قاعات، ويضم مقاصير للجراحة والباقي للأمراض ، وقسم للعمليات والكحالة ، وكان يلحق
بالبيمارستان مكانا لتدريس الطب، وهيئه للطلبة و الأيونات الخاصة المجهزة بالمعدات والكتب ليتلقوا علوم الطب ،
ويضم البيمارستان مكتبة تحوي العديد من كتب الطب تساعد الطلاب على تشخيص الامراض .
ونظرا لتكاليف الإنشاء الباهظة للبيمارستان أقتصر إنشائه على الخلفاء والامراء ، وأهتم خلفاء الدولة
الإسلامية ببناء البيمارستان، وأوقفوا عليها الأموال لعلاج المرض، وأبرز مثال لذلك دار الشفاء في بغداد،
واستخدمت كلمة مارستان في اللغة الدارجة على (محل المجانين)، أهتم المسلمون في اختيار أماكن إقامة البيمارستان
لكي تكون صحة جيدة التهوية .

المقابر:-
اوما يسمي بالتربة او القرافة وكانت مقابر المسلمين منفصلة عن مقابر أهل الزمم (المسيحين واليهود)، وكان المسلمين أول الأمر أثناء عهد الرسول (صلي الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين،
يدفنون في حفرة بسيطة وليس بها كلفة، ولكن تطورت الدولة الإسلامية في بناء المقابر خاصة في
العصر العباسي، وأنشئت مقابر للأولياء عرفت بأسماء قباب او مقابر أو اضرحه او مشاهد ، كانت
بعض المقابر تشمل فقط الرأس كما في مشهد (الحسين رضي الله عنه)، وفي القرن الرابع الهجري
وضعوا شواهد او نصب على القبور ومازال هذا الامر حتي الان .
نبذة عن الكاتب | دكتورة / ولاءمحمد
استاذ مساعد بالجامعة الاسلامية