وصلت الأزمة الإنسانية في السودان إلى مستويات كارثية، حيث أصبح أكثر من 30 مليون شخص – أي أكثر من نصف السكان – بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية. وقد دقّ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، ناقوس الخطر، محذرًا من أن السودان يُمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وضع إنساني مُدمر
الوضع على الأرض قاتم، حيث يُحاصر المدنيون ويتضورون جوعًا، دون الحصول على الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. ويستمر القصف العشوائي وهجمات الطائرات بدون طيار والغارات الجوية في قتل وإصابة وتهجير الناس بأعداد هائلة. وقد “دُمّرت” المنظومة الصحية، مما أدى إلى تفشي وباء الحصبة والكوليرا على نطاق واسع. تجري حاليًا حملة تطعيم ضد الكوليرا في ولاية الخرطوم، بهدف الوصول إلى 2.6 مليون شخص.
انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان
يوثق تقرير حديث صادر عن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان انتهاكات وتجاوزات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك:
– *الهجمات على المدنيين*: هجمات على مناطق مكتظة بالسكان، ومخيمات النازحين، والمرافق الصحية، والأسواق، والمدارس.
– *الإعدام بإجراءات موجزة*: عمليات إعدام بإجراءات موجزة بدوافع عرقية.
– *العنف الجنسي*: تم الإبلاغ عن أكثر من 80 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالنزاع، طالت ما لا يقل عن 203 ضحايا.
– *حالات الاختفاء*: حالات اختفاء واسعة
النطاق وقمع شامل للمجال المدني
دعوة للتحرك
دعا الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين، وضمان وصول آمن للعاملين في المجال الإنساني، وتمويل عملهم. وأكد أن المساءلة أمر بالغ الأهمية لكسر حلقة العنف والإفلات من العقاب المتكررة في السودان. يجب على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده للوفاء بوعوده بحماية شعب السودان.
جهود التمويل والإغاثة
تعمل المنظمات الإنسانية بلا كلل لتقديم المساعدة للمحتاجين، لكن التمويل لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا. فنقص التمويل يعيق الاستجابة ولا يفي باحتياجات شعب السودان. وتحث الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى الجهات المانحة على زيادة الدعم لاستدامة عمليات الإغاثة.