المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تُبلغ عن ارتفاع مُقلق في درجات الحرارة
دقّ تقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ناقوس الخطر بشأن تفاقم أزمة المناخ في آسيا، كاشفًا عن ارتفاع درجة حرارة القارة بمعدل ضعف المتوسط العالمي. ويُخلّف هذا الارتفاع السريع في درجات الحرارة عواقب وخيمة على الاقتصادات والنظم البيئية وسبل عيش ملايين البشر.
ووفقًا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يرتفع متوسط درجة الحرارة في آسيا بمعدل 0.36 درجة مئوية كل عقد، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 0.18 درجة مئوية كل عقد. ويُعزى هذا الاتجاه المُقلق إلى مجموعة من العوامل، منها انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإزالة الغابات، والأنشطة الصناعية.
تظهر آثار هذه الأزمة المناخية في جميع أنحاء القارة. إذ يُغيّر ارتفاع درجات الحرارة أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى موجات حرّ وجفاف وفيضانات أكثر تواترًا وشدّة. وهذا بدوره يؤثر على الزراعة وموارد المياه وصحة الإنسان.
في جنوب آسيا، تشهد دول مثل الهند وباكستان وبنغلاديش موجات حر شديدة، حيث تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية (113 درجة فهرنهايت) خلال أشهر الصيف. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الوفيات، لا سيما بين الفئات السكانية الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن والأطفال.
في جنوب شرق آسيا، تعاني دول مثل إندونيسيا والفلبين من تزايد وتيرة وشدة الأعاصير والفيضانات. كما يهدد ارتفاع منسوب مياه البحر وتآكل السواحل سبل عيش المجتمعات التي تعيش في المناطق المنخفضة.
وتُعدّ التكاليف الاقتصادية لأزمة المناخ كبيرة أيضًا. فقد قدّرت دراسة أجراها بنك التنمية الآسيوي أن تغير المناخ قد يُخفّض الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بنسبة تصل إلى 11% بحلول عام 2100 إذا تُرك دون رادع.
يُحذّر الخبراء من ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار أزمة المناخ في آسيا. ويشمل ذلك الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة كفاءة الطاقة، وتنفيذ بنية تحتية قادرة على التكيف مع تغير المناخ.
يُعد تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بمثابة جرس إنذار للحكومات وصانعي السياسات والأفراد لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة المناخ في آسيا. ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة القارة بمعدلات مُقلقة، من الضروري أن نعمل معًا للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية سبل عيش ملايين البشر.

إحصائيات رئيسية:
– ارتفع متوسط درجة الحرارة في آسيا بمقدار 0.36 درجة مئوية كل عقد، أي ضعف المتوسط العالمي.
– من المتوقع أن تشهد المنطقة موجات حر وجفاف وفيضانات أكثر تواترًا وشدةً.
– قد يُقلل تغير المناخ من الناتج المحلي الإجمالي لآسيا بنسبة تصل إلى 11% بحلول عام 2100.
– تُهدد المجتمعات المنخفضة في جنوب شرق آسيا بارتفاع منسوب مياه البحر وتآكل السواحل.
دعوة للتحرك:
– يجب على الحكومات وصانعي السياسات إعطاء الأولوية للعمل المناخي والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
– يمكن للأفراد المساهمة من خلال تقليل بصمتهم الكربونية ودعم المبادرات الصامدة في وجه تغير المناخ.
– يُعد التعاون الدولي أمرًا بالغ الأهمية في معالجة الطابع العالمي لأزمة المناخ.
مع استمرار تفاقم أزمة المناخ في آسيا، من الضروري اتخاذ إجراءات فورية للتخفيف من آثارها. فمستقبل القارة وسبل عيش ملايين البشر يعتمدان على ذلك.